أُغني مِنْهَا فِي تِلْكَ الْمدَّة وَلَا رَأَيْتنِي افقر هما مني فِيهَا
وَحكى غير وَاحِد مَا اشْتهر عَنهُ من كَثْرَة الايثار وتفقد المحتاجين والغرباء ورقيقي الْحَال من الْفُقَهَاء والقراء واجتهاده فِي مصالحهم وصلاتهم ومساعدته لَهُم بل وَلكُل اُحْدُ من الْعَامَّة والخاصة مِمَّن يُمكنهُ فعل الْخَيْر مَعَه وإسداء الْمَعْرُوف اليه بقوله وَفعله وَوَجهه وجاهه
وَأما تواضعه فَمَا رَأَيْت وَلَا سَمِعت بِأحد من أهل عصره مثله فِي ذَلِك كَانَ يتواضع للكبير وَالصَّغِير والجليل والحقير والغنى الصَّالح وَالْفَقِير وَكَانَ يدني الْفَقِير الصَّالح ويكرمه ويؤنسه ويباسطه بحَديثه المستحلى زِيَادَة على مثله من الاغنياء حَتَّى أَنه رُبمَا خدمه بِنَفسِهِ وأعانه بِحمْل حَاجته جبرا لِقَلْبِهِ وتقربا بذلك الى ربه
وَكَانَ لَا يسأم مِمَّن يستفتيه أَو يسْأَله بل يقبل عَلَيْهِ ببشاشة وَجه ولين عَرِيكَة وَيقف مَعَه حَتَّى يكون هُوَ الَّذِي يُفَارِقهُ كَبِيرا كَانَ أَو صَغِيرا رجلا أَو امْرَأَة حرا أَو عبدا عَالما أَو عاميا حَاضرا أَو باديا وَلَا يجبهه وَلَا يحرجه وَلَا ينفره بِكَلَام يوحشه بل يجِيبه ويفهمه ويعرفه الْخَطَأ من الصَّوَاب بلطف وانبساط
وَكَانَ يلْزم التَّوَاضُع فِي حُضُوره من النَّاس ومغيبه عَنْهُم فِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute