فَأَجَابَهُ الشَّيْخ رَضِي الله عَنهُ بِأَنِّي قد احللتك وَجَمِيع من عاداني وَهُوَ لَا يعلم أَنِّي على الْحق
وَقَالَ مَا مَعْنَاهُ إِنِّي قد أحللت السُّلْطَان الْملك النَّاصِر من حَبسه إيَّايَ لكَونه فعل ذَلِك مُقَلدًا غَيره مَعْذُورًا وَلم يَفْعَله لحظ نَفسه بل لما بلغه مِمَّا ظَنّه حَقًا من مبلغة وَالله يعلم انه بِخِلَافِهِ
وَقد احللت كل وَاحِد مِمَّا كَانَ بيني وَبَينه إِلَّا من كَانَ عدوا لله وَرَسُوله
قَالُوا ثمَّ إِن الشَّيْخ رَضِي الله عَنهُ بَقِي الى لَيْلَة الِاثْنَيْنِ الْعشْرين من ذِي الْقعدَة الْحَرَام وَتُوفِّي الى رَحْمَة الله تَعَالَى ورضوانه فِي بكرَة ذَلِك الْيَوْم وَذَلِكَ من سنة ثَمَان وَعشْرين وَسبع مئة وَهُوَ على حَاله مُجَاهدًا فِي ذَات الله تَعَالَى صَابِرًا محتسبا لم يجبن وَلم يهلع وَلم يضعف وَلم يتتعتع بل كَانَ رَضِي الله عَنهُ الى حِين وَفَاته مشتغلا بِاللَّه عَن جَمِيع مَا سواهُ