للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اخبرنا ابن الأنباري قال اخبرنا الختلّي قال حدثنا أبو يعلي الساجي قال حدثنا الأصمعي قال حدثنا سفيان بن عيينة قال قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (لا يقيم أمر الله إلاّ من لا يصأنع ولا يضارع ولا يتبع المطامع. قوله يضارع: من الضراعة وهو الضعف، يقال: ضرع الرجل يضرع ضرعا وضراعة: إذا ضعف، ورجل ضرع وقوم ضرع ونوة كذلك. والضرع: الضمير أيضا، والمضارعة في غير هذا: المشابهة، قال الزجاج: اشتقاقها من الضرع يقال تضارع الفصيلان: إذا شربا من ضرع واحد وهو الخلف وهذا مستعار.

اخبرنا ابن الأنباري قال اخبرنا الختلي عن أبي يعلى عن الأصمعي قال حدثنا سفيان بن عيينة قال علي صلوات الله عليه: إذا تعلمتم العلم فاكظموا عليه ولا تخلطوه بلعب ولا هزل فتمجه القلوب.

اخبرنا ابن دريد قال اخبرنا عمي الحسي بن دريد عن أبيه قال حدثنا هشام بن محمد الكلبي عن أبيه الكلبي وعن أبي مسكين وعن عبد الرحمن بن المعرا أبي حسين زهير الدوسي قال: كأن حممة بن رافع بن الحارث الدوسي من أجمل العرب وكان له جمة يقال لها الرطبة، وكأن يغسلها بالماء ثم تمتصها فيحتقن فيها الماء فإذا مضى لها يومان حلها ثم نقضها فتملأ حلساء ماء فحج على فرس له ذنوب فنظرت إليه الحمامة الكنانية وهي خناس وكانت من أجمل النساء فوقع بقلبها وكانت تحت رجل من كنانة يقال له ابن الحمارس الكناني فقالت لحممة: من أنت فو الله ما أدري أوجهك أحسن أم شعرك أم فرسك، ما أنت بالنجدى المثلب ولا التهامي القر، وقد وقعت في نفسي فاصدقني؟ فقال: أنا رجل من الأزد ثم من الدوس ومنزلي بثروق قالت: فأنت أحب الناس إليّ فاحملني معك. فارتدفها خلفه ومضى بها إلى أهله. فلما أقدمها أرضه قال لهما: قد علمت كيف كان قربك معي ووالله لا قربت إلى رجل بعدي، فقطع عرقوبها فأقامت عنده فولدت عمرو بن حممة، وكأن سيدا كريما، وولد عمرو ذا النور الذي وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسأله آية تكون له ليرجع إلى قومه ويدعوهم إلى الأيمان فأعطي نورا بين عينيه كأنه قنديل يزهر، فقال: اللهم في غير وجهي. لئلا يظن قومي أنه مثلة لمفارقتي دينهم، فجعل ذلك النور في طرف سوطه في حديث طويل، فسمي ذا النور بذلك.

وخرج ابن الحمارس في طلب امرأته خناس فلم يقدر عليها وأنشأ يقول: الوافر

ألا حيّ الخناس على قلاها ... وأن شحطت وأن بعدت نواها

تبدلت البطيخ وأرض دوس ... بجملة فارس حمّ ذراها

وقد نبئتها جاعت وذلّت ... وأن الحر من طود سواها

وقد نبئتها نخلت ركيبا ... وأنوارا معرقة شواها

وقد نبئتها ولدت غلاما ... فلا ثبت الغلام ولا هنأها

فلما أنشد عمر بن الخطاب هذا الشعر قال: قد والله ثبت الغلام وهنأها. أنشدنا الأخفش قال أنشدنا ثعلب قال أنشدنا ابن الأعرابي: البسيط

مثل البرام غدا في أصدة خلق ... لم يستعن وحوامي الموت تغشاه

فرحت عنه بصرعينا لأرملة ... وبائس جاء معناه كمعناه

قال ابن الأعرابي يصف سائلا فقال: هو مثل البرام يعني القراد، شبهه به لنحافته وضؤولته. ويقال: هو القراد والبرام والطماح والعل والقرشام والحجن والحمنة والحمنانة والحشدل. واللام زائدة، قال: ومنه الحسد كأن الحسد يلصق بقلب الإنسان كما يلصق القراد بجلد البعير فيمصه. قال وأما قوله: غدا في أصدة خلق فان الأصدة: الصدرة، يقال: هي الصّدرة والأصرة والمجول والبقير والخيعها، والفدعة والعلقة والاتب، كله بمعنى واحد. وقوله: لم يستعن: لم يحلق عانته، وحوامي الموت: أسبابه وأصله حوايم فقلب. بصرعينا: ابل كثيرة مختلفة المشي لكثرتها والمشي جمع مشية.

أنشدنا نفطويه: الطويل

إذا جاءني منها الرسول نعيتها ... خلوت بنفسي حيث كنت من الأرض

فابكي لنفسي رحمة من بكائهاويبكي من الهجران بعضي على بعضي وأني لأهواها على سوء فعلهاواقضي على نفسي بها بالذي أقضي

فحتى متى روح الهوى لا ينالني ... وحتى متى أيام سخطك لا تمضي

<<  <   >  >>