للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أماوىّ ما يغني الثراء عن الفتى ... إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر

وقد علم الأقوام لو أنّ حاتما ... أراد ثراء المال كان له وفر

إلى أن انتهى إلى آخر القصيدة، وهي مشهورة، فقالت: أما أنت يا زيد فقد وترت العرب وبقاؤك مع الحرّة قليل وأما أنت يا أوس فرجل ذو ضرائر، والدخول عليهن شديد، وأما أنت يا حاتم فمرضيّ الخلائق، محمود الشيم، كريم النفس وقد زوجتك نفسي.

اخبرنا نفطويه قال اخبرنا ثعلب عن ابن الأعرابي قال: تقول العرب: الملاحة في الفم، والحلاوة في العينين، والجمال في الأنف. قان أبو القاسم: البوادر: اللحمات بين الكتفين المنكبين والعنق واحدتها بادرة وكذلك البآدل واحدتها بادل، والعلق: الدم، والكشر: قصر الأسنان ولصوقها بأصولها، يقال منه: رجل أكشر. والبال: طول مقدم الأسنان وكذلك الروق.

اخبرنا أبو عبد الله اليزيدي قال اخبرني عمي الفضل بن محمد قال أنشدني سليمان بن عبد الله بن طاهر لأبيه: الطويل

ألا إنما الإنسان غمد لقلبه ... ولا خير في غمد إذا لم يكن نصل

فان كان للإنسان قلب فقلبه ... هو النصل والإنسان من بعده فضل

اخبرنا ابن دريد قال اخبرني عبد الرحمن عن عمه قال: وقف أعرابي على مروان بن الحكم وهو يفرض للناس بالمدينة فقال له: افرض لي فقال: قد طوينا الكتاب. فقال: افرض لي. فقال: قد طوينا الكتاب. فقال: أما علمت إني القائل: الوافر

إذا هزّ الكريم يزيد خيرا ... وان هزّ اللئيم فلا يزيد

فقال له مروان: نشدتك بالله أنت القائل له؟ قال: نعم. قال: أفرضوا له.

أخبرنا ابن دريد قال أخبرني عبد الرحمن عن الأصمعي قال: عمي يتطير مني ويتشاءم، وكانت الضرورة تدعوني إلى لقائه للقراءة عليه فكنت لا آتيه حتى يفرغ من صلاته، فباكرته يوما وهو يصلي الغداة فجلست حتى فرغ من صلاته ثم التفت إليّ فقال: عبد الرحمن أعوذ بالله منك ثم أدار وجهه إلى ناحية اليمين فقمت فجلست بحذائه فأدار وجهه إلى ناحية يساره فقمت فجلست بحذائه فأدار وجهه عنيّ وجعل إليّ قفاه فقمت فجلست بحذائه فقال: هات يا ملعون ما معك فاقرأه، ثم انشأ يقول: مجزوء الرمل

نظر العين إلى ذا ... يكحل العين بداء

ربّ قد أعطيتناه ... وهو من شرّ عطاء

عاريا يا ربّ خذه ... في قميص ورداء

اخبرنا أبو جعفر احمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة قال اخبرني أبي قال اخبرني السجستاني قال: كنت عند الأخفش سعيد بن مسعدة وعنده التوزي فقال التوّزي: ما صنعت في كتاب المذكر والمؤنث يا أبا حاتم؟ قلت: قد جمعنا منه شيئا، قال: فما تقول في الفردوس؟ قلت: هو مذكر قال: فان الله يقول: (الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون) قلت: ذهب إلى معنى الجنّة فأنثهّ كما قال تعالى (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) فأنّث والمثل مذكر لأنه ذهب إلى معنى الحسنات. وكما قال ابن أبي ربيعة: الطويل

فكان مجنيّ دون من كنت أتّقي ... ثلاث شخوص كاعبان ومعصر

فأنّث والشخوص مذكر لأنه ذهب إلى النساء، وأبان ذلك بقوله كاعبان ومعصر وكما قال الاخر: الطويل

وان كلابا هذه عشر أبطن ... وأنت بريء من قبائلها العشر

فأنث البطن وهو مذكر لأنه ذهب به إلى القبيلة. فقال لي: يا غافل الناس يقولون: اسألكَ الفردوس الأعلى. فقلت: يا نائم هذه حجتي لان الأعلى من صفات الذكران لأنه أفعل، ولو كان مؤنثا لقال العليا كما يقال الأكبر والكبرى والأصغر والصغرى، فسكت خجلا.

اخبرنا أبو بكر محمد بن محمود الواسطي عن احمد بن صالح عن عبد الرزاق عن معمر قال: سألت أبا عمرو بن العلاء عن العثان ما هو؟ فسكت ساعة ثم قال: هو الدخان من غير نار. قال أبو القاسم: يقال هو الدخان وجمعه دواخن، والعثان وجمعه عواثن، ولا يعرفه لهما نظير في الجموع لان فعالا لا يجمع على فواعل غير هذين الحرفين. ويقال للدخان الدُخ والدَّخ والنحاس. أنشدنا ابن الأعرابي:

تضيء كمثل سراج السلّيط لم يجعل الله فيه نحاسا

وأنشد أيضا: الرجز

لا خير في الشيخ إذا ما أجلخَا ... وسال غرب عينه فلخّها

<<  <   >  >>