للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حدثنا أبو العباس احمد بن محمد بن سعيد الكوفي قال حدثنا احمد ابن زكريا قال حدثنا علي بن عبيد عن سليمان بن أسير عن إبراهيم عن علقمة ومسروق والأسود عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبلني وهو صائم، ولكه كان أملككم لأربه. قال أبو العباس بن خندة: سمعت احمد بن عبد الحميد الحارثي وقد سأله رجل أهو سليمان بن يسير أو سليمان بن أسير فقال: ابن أسير بالألف، قال أبو القاسم: الاربة: الحاجة وكذلك الأرب والارب والمأربة. فأمّا الأربة بالضم: فالعقد. وأصل الصوم في كلام العرب: الإمساك، ويقال: صام النهار إذا قام قائم الظهيرة، وصامت الخيل إذا وقفت. قال النابغة: البسيط

خيلٌ صِيامٌ وخيلٌ غيرُ صائمةٍ ... تحتَ العَجاجِ وخيلٌ تَعْلِكُ اللُّجُما

حدثنا أبو القاسم الصائغ: قال حدثنا ابن قتيبة قال روي أنَّ سويداً قدم مكة فتصدّى له النبي صلى الله عليه وسلم فعرض عليه الإسلام فقال له سويد: لعل الذي معك أكدى مثل الذي معي. قال: وما معك؟ قال: مجلّة لقمان. قوله: تصدّى: يعني تعرّض. والمجلّة: صحيفة فيها شيء من الحكم. وينشد للنابغة: الطويل

مجلتهم ذات الإله ودينهم ... قويم فما يرجون غير العواقب

هكذا يرويه بعض الناس بالجيم. قال يعني كتبهم التي كانوا يقرءونها. ورواه بعضهم " محلّتهم " بالحاء غير معجمة. قال: يعني بيت المقدس لأنها كانت دارهم، يعني المدينة فلذلك قال محلّتهم.

حدثنا أبو بكر يوسف بن يعقوب بن البهلول الأزرق قال حدثنا حميد بن الربيع قال حدثنا مسينة عن أبي الجهم عن الزهري عن أبي سليمة عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " امرؤ القيس قائد الشعراء إلى النار ".

قال أبو القاسم: وليس بين العلماء خلاف أعلمه إن هذا اللفظ خرج مخرج العموم وهو خاص وإنما يراد به شعر الكفار خاصة دون الإسلاميين والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مُدِحَ وأجاز على الشعر لأنه أجاز كعب بن زهير بالبردة التي عند الخلفاء اليوم فباعها بعشرين ألف درهم. ومدحه العباس بن عبد المطلب والعباس بن مرداس وحسان بن ثابت. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لحسّان: " أجب قريشا عن شعرهم وروح القدس معك ". واكثر الصحابة قد قالوا الشعر.

اخبرنا الأخفش عن المبرد إن النبي صلى الله عليه وسلم قال للنابغة الجعدي: أنشدني، فأنشده: الطويل

ولا خير في حلم إذا لم يكن له ... بوادر تحمي صفوه أن يكدّرا

ولا خير في جهل ذا لج يكن له ... حليم إذا ما أوتي الأمر أصدرا

فقال له: " أجدت لا يفضض الله فاك ". قال: فروى النابغة وقال طال عمره في زمان ابن الزبير وكأّن فاه البرد المنهل، ما سقطت سنّ ولا انغلّت غروبه.

اخبرنا المعنوي قال اخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال اخبرني محمد ابن سلام قال حدثنا أبو يحيى الضبّي قال: لقي ذو الرّمة رؤبة بن العجاج فقال له ذو الرّمة: ما معنى قول الراعي الطويل

أناخا بأشوال طروقا مخبّة ... قليلا وقد أقعى سهيل فعرّدا

فجعل رؤبة يقع ههنا وههنا مرّة إلى أن قال له: ويحك هي أرض بين المكليةّ والمجدبة. فقال: هو كذلك.

أخبرنا المعنوي قل حدثنا أبو خليفة قال حدثني سلام قال حدثني محمد بن أبان بن الاحوص بن محمد الشاعر كان يهوى أخت امرأته وكتم ذلك ويشبّب بها ولا يفصح باسمها، فتزوجت " مطر " فغلبه الأمر وأنشأ يقول: الوافر

أإن نادى هديلا ذات فلج ... مع الإشراق في فنن حمام

ظللت كأن دمعك سلك نظم ... هوى سيفا فأسلمه النظام

تموت تشوقا طربا وتحيا ... وأنت جو بدائك مستهام

كأنك من تذكّر أم حفص ... سقى بلدا تحل به الغمام

احل النّعف من أحد وأدنى ... مساكنها الشبيكة أو سنام

سلام الله يا مطر عليها ... وليس عليك يا مطر السلام

فلا غفر الإله لمنكحيها ... ذنوبهم وان صلوّا وصاموا

كأن المالكين نكاح سلمى ... غداة يرومها مطر نيام

فان يكن النكاح أحلّ شيئا ... فاّن نكاحها مطرا حرام

فلو لم ينكحوا ألا كفيّا ... لكان كفيهّا الملك الهمام

<<  <   >  >>