للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

.. قد كنت تودع سَمْعِي الدّرّ منتظما ... فَخذه من جفن عَيْني الان منتثرا ... وعَلى الْجُمْلَة فمحاسن الصغاني أَكثر من أَن تحصى

وَلم يبْق الا الْعود الى ذكر فُقَهَاء الْيمن فابدأ بتتمة اصحاب الامام بطال وَمن بناحيتهم وهم جمَاعَة مِنْهُم ابْنه ابو الرّبيع سُلَيْمَان تفقه وتأدب غلب عَلَيْهِ علم الادب والْحَدِيث وغالب اخذه عَن ابيه وَعَن الامام الصغاني وَكَانَ يُحِبهُ وَيُعْجِبهُ مَا يرى فِيهِ من نجابة وشهامة فَذكرُوا أَنه لما قدم الْيمن وَصَارَ بعدن بعد أَن كَاتب تقدّمت لَهُ يَد ألفة وبوالده كتب اليه من عدن يستحثه على النُّزُول اليه وَيَقُول لَهُ صلني متعجلا وَلَا يصحبك غير زَاد الطَّرِيق فعندي عشرَة أحمال من الْوَرق وَالْوَرق فحين وقف الْفَقِيه على الْكتاب بَادر وَنزل فَلَمَّا دخل عدن فَكَانَ من اجمل اهل زَمَانه كَانَ النَّاس يصلونَ الْمَسْجِد يتعجبون من حسنه وَهُوَ اذ ذَاك شَاب فَكَانَ النَّاس يأْتونَ الْمَسْجِد زمرا لَيْسَ غرضهم إِلَّا الْفِكر والتعجب الرِّجَال نَهَارا وَالنِّسَاء لَيْلًا ويظهرون ان غرضهم الزِّيَارَة للامام الصغاني فَلَمَّا اشْتهر ذَلِك عِنْد النَّاس تَعب مِنْهُ الْوَالِي للبلد وخشى الْفِتْنَة اذ بلغه ان ذَلِك حصل فِي بعض المتكررين فامر بحبسه وتغيبه فَلَمَّا صَار مَحْفُوظًا كَانَ يكْتب حُرُوف أبجد مقطعَة ويامر بِكُل ورقة تبَاع على اولاد الْجَار يتحرزون عَلَيْهَا وَكَانَت تبَاع كل وَفَاته بِخمْس دَنَانِير اَوْ نَحْوهَا يَسْتَعِين بهَا على أمره ثمَّ لما عزم الصغاني على الْخُرُوج أخرجه الْوَالِي وخرجا مَعًا وَكَانَت وَفَاته بعد أَبِيه بِقَلِيل

وَمِنْهُم ابناه عمرَان واسماعيل فعمران كَانَ فَاضلا بالنحو والتصريف احذهما عَن ابيه واسماعيل كَانَ عَارِفًا بالقرات السَّبع وَهُوَ آخر من عَرفته من اولاد الشَّيْخ بطال يسْتَحق الذّكر وَكَانَ لَهُ ابْنَانِ اخران غير هذَيْن هما مُحَمَّد واسحاق فمحمد اخذ ولَايَة المفاليس من الْمُلُوك وَهُوَ أول من فعل ذَلِك بعد صَاحب الجوة فَلبث مُدَّة على ذَلِك فولى ذَلِك ابْنه بطال فاقام مُدَّة ثمَّ قَتله بَنو عَمه وَله اذ ذَاك

<<  <  ج: ص:  >  >>