وَكَانَت أَيَّامه مواسم وثغور الزَّمَان فِي رحابه فرحابه بواسم وَكَانَ حُلْو النادرة مليح التذنيب وَكَانَ الاكابر بالديار المصرية لَا يعتمدون فِي جَمِيع أُمُورهم ومستاجراتهم وأملاكهم ومتاجرهم إِلَّا عَلَيْهِ وَكَانَ يحتفل بالمولد النَّبَوِيّ وَسَمَاع البُخَارِيّ وَلما أمسك عمل عَلَيْهِ محْضر بِأَنَّهُ خَان فِي مَال السُّلْطَان وَاشْترى بِهِ أملاكا وَشهد فِي الْمحْضر كَمَال الدّين مدرس الناصرية وَابْن اخيه عماد الدّين وعلاء الدّين ابْن القلانسي وَعز الدّين بن المنجا وَغَيرهم فَأَرَادَ النَّاصِر بيع أملاكه فاستوهبها مِنْهُ قوصون وَاسْتمرّ بهَا على وقفيتها على أَوْلَاده قَالَ الذهبى عمل هُوَ والدويدار عمله بموافقة نَاظر الصاغة وَابْن البحشور الصيرفى وسلكوا الْغِشّ فِي الذَّهَب فحملوا المثقال نَحْو أَرْبَعَة قراريط فضَّة وَاسْتمرّ هَذَا سنوات والرعية بل الدولة فِي غَفلَة إِلَى أَن تفطن لذَلِك وَقد امْتَلَأت الْأَيْدِي من الذَّهَب البحشورى فَقبض على النَّاظر والصيرفى وحبسا ثمَّ برطل النَّاظر فَأطلق وتسحب إِلَى الشرق ودام ابْن البحشورى فِي الْحَبْس بضع سِنِين وَكَانَ الدِّينَار بعد ذَلِك يُبَاع بأنقص من الْخَالِص بِثَلَاثَة دَرَاهِم وَنصف وَكَانَ عَلَيْهِ كشفة بَيِّنَة ثمَّ لم يلبث الدويدار وغبريال بعد ذَلِك أَن صودرا ونكبا وبذل الدويدار نَحْو ألف ألف وصودر غبريال أَيْضا وَكَانَ فِي غبريال مداراة ورفق وخبث ومودة فِي النَّصَارَى وَيُقَال ان بعض بَنَاته لم يسلمن
٢١٤٨ - عبد الله بن أبي الطَّاهِر بن مُحَمَّد بن أبي المكارم مُحَمَّد الْمَقْدِسِي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute