الظلمَة حَتَّى يُقَال إِن ابْن الْأَحْمَر أَخذ مِنْهُ فِي دفْعَة وَاحِدَة عشْرين ألف دِينَار وعدمت لَهُ كتب جليلة وَسكن شريش ثمَّ غرناطة ثمَّ تونس ثمَّ رَحل إِلَى الْمشرق فسكن دمشق وَأم بمحراب الْمَالِكِيَّة وَسمع من الْفَخر وَغَيره وَكَانَ وقورا دينا منقبضا منور الشيبة كتب بِخَطِّهِ كثيرا من كتب الْفِقْه واللغة والْحَدِيث وَعرض عَلَيْهِ نِيَابَة الحكم فَامْتنعَ وَكَانَت لَهُ عدَّة كَامِلَة من السِّلَاح وَالْخَيْل أعدهَا للغزاة من مَاله قَالَ الذَّهَبِيّ فِي ذيل العبر كَانَ نبيلا من بَيت علم وَكتب تصانيف نافعة بالمغرب ومحاسنه جمة وَقَالَ فِي سير النبلاء كَانَ وقورا منور الشيبة حسن الْفَضِيلَة متين الدّيانَة والتاله منقبضا مَاتَ فِي ثامن عشر رَجَب سنة ٧١٨
٩٣٠ - مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن عبد الله بن سحمان أَبُو بكر بن الشريشي الأَصْل نزيل دمشق جمال الدّين بن كَمَال الدّين الْبكْرِيّ الوابلي ولد سنة أَربع أَو خمس وَتِسْعين وسِتمِائَة واحضر على ابْن القواس وَابْن عَسَاكِر وَسمع من جمَاعَة وَحصل لَهُ أَبوهُ إجازات واشتغل فِي صباه وتفنن فِي الْعُلُوم واشتهر بالفضيلة وَيُقَال إِن ابْن تَيْمِية حضر درسه وفضله على أَبِيه وَله يَوْمئِذٍ اثْنَتَانِ وَعِشْرُونَ سنة ثمَّ درس فِي عدَّة أَمَاكِن وَأفْتى وولاه الْعَلَاء القونوي قَضَاء حمص ثمَّ قدم دمشق بعد مُدَّة فولي تدريس البادرائية وَغَيرهَا ثمَّ صَار يلازم شغل النَّاس بالجامع تدريسا وإفتاء إِلَى ان ولى تدريس الشامية البرانية عقب عزل القَاضِي تَاج الدّين