ابْن الْبَغْدَادِيّ أَخْبرنِي الثِّقَة شرف الدّين ابْن الوحيد انه جرب هَذَا فصح مَعَه وَقَالَ ابْن سيد النَّاس قَالَ لي ابْن الوحيد قَوْلهم النَّبِيذ بِغَيْر دسم سم وَبِغير نغم غم لَا ثَالِث لهاتين السجعتين وَقد عززتهما بثالث وَهُوَ بِغَيْر الْمليح قَبِيح قَالَ وَهُوَ اسْتِدْرَاك واه لِأَن الْغَرَض الجناس وَإِلَّا فمجرد السجع يُمكن وُقُوع أَكثر من ذَلِك قَالَ الصَّفَدِي قَالَ قد تكلفت لَهما ثَالِثا وَهُوَ بِغَيْر نهم هم وقف شَافِع بن عَليّ على شئ من خطّ ابْن الوحيد فَكتب إِلَيْهِ
(أرانا يراع ابْن الوحيد بدائعا ... تشوق بِمَا قد انهجته من الطّرق)
(بهَا فَاتَ كل النَّاس سبقا فحبذا ... يَمِين لَهُ قد أحرزت قصب السَّبق) فَأَجَابَهُ ابْن الوحيد وَكَانَ شَافِع قد أضرّ
(يَا شافعا شفع الْعليا بِحِكْمَتِهِ ... فَسَاد من رَاح ذَا علم وَذَا حسب)
(بَانَتْ زِيَادَة خطي بِالسَّمَاعِ لَهُ ... وَكَانَ يحكيه فِي الأوضاع وَالنّسب)
(لقد أَتَى مِنْهُ مدح صِيغ من ذهب ... مرصعا بل أَتَى أبهى من الذَّهَب)
(فكدت أنْشد لَوْلَا نور بَاطِنه ... أَنا الَّذِي نظر الْأَعْمَى إِلَى أدبي) فَلَمَّا بلغ ذَلِك شافعا قَامَت قِيَامَته وَكتب إِلَيْهِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute