جلال الدّين أَبُو الْمَعَالِي بن سعد الدّين بن أبي الْقَاسِم بن إِمَام الدّين ولد سنة ٦٦٦ وَسكن الرّوم مَعَ وَالِده وأخيه واشتغل وتفقه حَتَّى ولي قَضَاء نَاحيَة بالروم وَله دون الْعشْرين ثمَّ قدم دمشق وَسمع من الْعِزّ الفاروثي وَطَائِفَة وَأخذ عَن الأيكي وَغَيره وَخرج لَهُ البرزالي جُزْءا من حَدِيثه وَحدث بِهِ وتفقه واشتغل فِي الْفُنُون وأتقن الْأُصُول والعربية والمعاني وَالْبَيَان وَكَانَ فهما ذكياً فصيحاً مفوهاً حسن الْإِيرَاد جميل الذَّات والهيئة والمكارم وَكَانَ جميل المحاضرة حسن الْمُلْتَقى جواداً حُلْو الْعبارَة حاد الذِّهْن جيد الْبَحْث منصفاً فِيهِ مَعَ الذكاء والذوق فِي الْأَدَب حسن الْخط وَأول مَا ولي الْقَضَاء بِبَعْض بِلَاد الرّوم وَلما ولي أَخُوهُ قَضَاء دمشق نَاب عَنهُ ثمَّ عَن ابْن صصري وَوَقع بَينه وَبَين ابْن صصري فِي سنة خمس وَسَبْعمائة حِدة وَأنكر عَلَيْهِ إثْبَاته أَشْيَاء لم يَأْذَن لَهُ فِي إِثْبَاتهَا فَحلف أَنه لم يفعل فَمَنعه الثُّبُوت على الْأَيْتَام فَلم يلبث أَن مَاتَ خطيب جَامع دمشق فولي الخطابة وعزله ابْن صصري من النِّيَابَة ثمَّ طلبه النَّاصِر وشافهه بِقَضَاء الشَّام فِي سنة ٢٤ وَكَانَ قدومه على الْبَرِيد يَوْم الْجُمُعَة فاتفق أَنه اجْتمع مَعَ النَّاصِر سَاعَة وُصُوله فَأمره أَن يخْطب بِجَامِع القلعة فَفعل ثمَّ لما فرغ نزل فَقبل يَد السُّلْطَان وَاعْتذر بِأَنَّهُ من أثر السّفر وَلم يكن يظنّ أَن السُّلْطَان يَأْمُرهُ بالخطابة فشكره وَسَأَلَهُ عَن حَاله وَكم عَلَيْهِ من الدّين فَذكر أَن عَلَيْهِ ثَلَاثِينَ ألفا فَأمر بوفائه عَنهُ وَكَانَ تنكز رَافع عَنهُ وَقَالَ هَذَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute