ولد فِي صفر وَقيل فِي نصف الْمحرم سنة ٦٨٤ وشوهد مِنْهُ أَنه ولد وَكَفاهُ مقبوضتان ففتحتهما الداية فَسَالَ مِنْهُمَا دم كثير ثمَّ صَار يقبضهما فاذا فتحتهما سَالَ مِنْهُمَا دم كثير فَأَنْذر ذَلِك بِأَنَّهُ يسفك على يَدَيْهِ دِمَاء كَثِيرَة فَكَانَ كَذَلِك وَأول مَا ولي السلطنة عقب قتل أَخِيه الْأَشْرَف فِي نصف الْمحرم سنة ٩٣ وعمره تسع سِنِين سَوَاء وَاسْتقر كتبغا نَائِبا والشجاعي وزيراً ثمَّ وَقع بَينهمَا وانفق الشجاعي فِي يَوْم وَاحِد ثَمَانِينَ ألف دِينَار وَكَاد أَن يغلب ثمَّ انتصر بيسري وبكتاش لكتبغا وحاصروا الشجاعي فِي القلعة فأغلقت أم النَّاصِر بَاب القلعة وَبَقِي الشجاعي محصوراً فِي دَار الوزارة فأنفل جُمُعَة فَطلب الْأمان فآل أمره إِلَى الْقَتْل وطلع كتبغا إِلَى القلعة وجددت العهود للناصر وخطب لَهُ بعد ذَلِك بِدِمَشْق ولولي عَهده كتبغا واستقل كتبغا بتدبير المملكة إِلَى أَن تسلطن فِي الْمحرم سنة ٦٩٤ فَكَانَت مُدَّة سلطنة النَّاصِر الأولى سنة إِلَّا ثَلَاثَة أَيَّام خلع كتبغا فِي صفر سنة ٩٦ فَكَانَت مُدَّة سلطنته سنتَيْن وشهراً وَاسْتقر لاجين فَكَانَت سلطنته أَيْضا سنتَيْن وشهرين وَكَانَ كتبغا قد جهز النَّاصِر إِلَى الكرك بعد أَن حلف لَهُ أَنه إِذا ترعرع وترجل يفرغ لَهُ عَن المملكة بِشَرْط أَن يُعْطِيهِ مملكة الشَّام اسْتِقْلَالا كصاحب حماة فَلَمَّا قتل لاجين فِي شهر ربيع الآخر سنة ٦٩٨ أحضروا النَّاصِر من الكرك وتسلطن الثَّانِيَة وَله يَوْمئِذٍ أَربع عشرَة سنة وَأَرْبَعَة أشهر وَاسْتقر فِي نِيَابَة السلطنة سلار وَاسْتقر بيبرس الجاشنكير دويدارا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute