بِعَمِّهِ عبد الْعَزِيز ابْن السُّلْطَان أبي الْحسن فظفر بالوزير الْمَذْكُور فَقتله وَاسْتمرّ إِلَى سنة ٧٤ فَلَمَّا مَاتَ قَامَ وَلَده ثمَّ عزل وَقرر ابْن عَمه أَبُو الْعَبَّاس نقلت ذَلِك كُله من خطّ ابْن مَرْزُوق
٢١٥٨ - مُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم الْحلَبِي الأَصْل الْمصْرِيّ محب الدّين ولد بِالْقَاهِرَةِ سنة ٦٩٧ وَسمع من الرشيد ابْن الْمعلم والشريف مُوسَى بن عَليّ الموسوي والشريف الزَّيْنَبِي وَابْن هَارُون وست الوزراء وَابْن الشّحْنَة وَحسن الْكرْدِي ومُوسَى بن عطوف فِي آخَرين واشتغل وَحصل فنوناً من الْعلم وَقَرَأَ بالسبع على التقي الصَّائِغ وَتخرج بالبرهان الرَّشِيدِيّ وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن ابْن حَيَّان وَالتَّلْخِيص عَن الْجلَال مُصَنفه وَأخذ عَن التقي السُّبْكِيّ والقطب السنباطي والتاج التبريزي وَشرح التسهيل شرحاً حسنا وترقى إِلَى أَن ولي نظر الْجَيْش بالديار المصرية ففاق من قبله من الأكابر فضلا عَن أقرانه فِي الْمُرُوءَة والعصبية لجَمِيع النَّاس مِمَّن يَقْصِدهُ خُصُوصا طلبة الْعلم فَكَانَ لَهُم فِي أَيَّامه من المكارم والأفضال مَا لَا يعبر عَنهُ وَلَا يُحْصى كَثْرَة حَتَّى أَنِّي لم أدْرك أحدا من الْمَشَايِخ إِلَّا ويحكي عَنهُ فِي هَذَا الْبَاب مَا لَا يحكيه الآخر وَلم يزل فِي عزه وجاهه ومهابته إِلَى أَن مَاتَ وَكَانَ مَعَ تفرط إحسانه ومكارمه بَخِيلًا على الطَّعَام جدا حَتَّى حكى لي حموي كريم الدّين بن عبد الْعَزِيز وَكَانَ مِمَّن يلازمه أَنه كَانَ يسمعهُ يَقُول إِذا رَأَيْت شخصا أمعن فِي طَعَامي أَظن أَنه يضْرب بَطْني بسكين وَقد ذكره الذَّهَبِيّ فِي أَصْحَاب التقي الصَّائِغ بِمصْر سنة ٢٧ وعاش بعد ذَلِك أَكثر من خمسين سنة وَبَلغنِي أَنه أعَاد
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute