قد أثرى من كَثْرَة مَا أَخذ من النَّاس بِسَبَب المديح والهجاء وَكَانَ النَّاس يخَافُونَ مِنْهُ لبذاءة لِسَانه
٢١٧٩ - مُحَمَّد بن يُوسُف بن عَليّ بن يُوسُف بن حَيَّان الغرناطي أثير الدّين أَبُو حَيَّان الأندلسي الجياني ولد فِي أَوَاخِر شَوَّال سنة ٦٥٤ وَقَرَأَ الْقُرْآن على الْخَطِيب عبد الْحق بن عَليّ إفراداً وجمعاً ثمَّ على الْخَطِيب أبي جَعْفَر ابْن الطباع ثمَّ على الْحَافِظ أبي عَليّ بن أبي الْأَحْوَص بمالقة وَسمع الْكثير بِبِلَاد الأندلس وإفريقية ثمَّ قدم الاسكندرية فَقَرَأَ القراءآت على عبد النصير بن عَليّ المربوطي وبمصر على أبي طَاهِر إِسْمَاعِيل بن عبد الله المليجي خَاتِمَة أَصْحَاب أبي الْجُود ولازم بهَا الشَّيْخ بهاء الدّين ابْن النّحاس فَسمع عَلَيْهِ كثيرا من كتب الْأَدَب وَمن عوالي أشياخه على مَا كتب بِخَطِّهِ أَبُو عَليّ بن أبي الْأَحْوَص وَمُحَمّد بن يحيى بن عبد الرَّحْمَن بن ربيع والوجيه بن الْبُرْهَان والقطب الْقُسْطَلَانِيّ وَابْن الْأنمَاطِي والعز الْحَرَّانِي وَأَبُو مُحَمَّد بن هَارُون وَمُحَمّد بن عبد الله بن البن وَابْن خطيب المزة وغازي الحلاوي ومؤنسة بنت الْعَادِل وشامية بنت الْبكْرِيّ قَالَ وعدة من أخذت عَنهُ أَرْبَعمِائَة وَخَمْسُونَ شخصا وَأما من أجازني فكثير جدا وَسمع أَيْضا من عبد الْوَهَّاب ابْن الْفُرَات وَعبد الله بن أَحْمد بن فَارس قَالَ الصَّفَدِي لم أره قطّ إِلَّا يسمع أَو يشغل أَو يكْتب أَو ينظر فِي كتاب وَلم أره على غير ذَلِك وَكَانَ لَهُ إقبال على أذكياء الطّلبَة يعظمهم وينوه بقدرهم وَكَانَ كثير النّظم من الْأَشْعَار والموشحات وَكَانَ ثبتاً فِيمَا يَنْقُلهُ عَارِفًا