ببلاده واشتغل وتفقه وَمهر فِي الْمعَانِي والعربية وَقدم الْقَاهِرَة فَنزل بالصرغتمشية مملقاً فَكَانَ يخْدم الطّلبَة ويتقاضى حوائجهم ثمَّ أَقرَأ مماليك بعض الْأُمَرَاء فَلَمَّا قتل الْأَشْرَف وثارت الْفِتْنَة سعى لَهُ مخدومه فِي الْحِسْبَة فوليها فِي ذِي الْقعدَة سنة ٧٨ فاستعار دَارا من صديق لَهُ حَتَّى نزلها وَأَعْطَاهُ الصَّدْر الْمَنَاوِيّ فرجية لبسهَا وَفِي رَمَضَان سنة ثَمَانِينَ توجه إِلَى الجيزة فهدم كَنِيسَة أَبُو النمرس وعملها مَسْجِدا فَلَمَّا كَانَ فِي ربيع الأول سنة ٨٢ صرف بشمس الدّين الدَّمِيرِيّ بِسَبَب أَنه كَانَ صديق بركَة فَغَضب مِنْهُ برقوق لما قبض على بركَة وَأَرَادَ أَن يَنْفِيه ثمَّ تَركه فَقَامَ الْعَوام فطلبوا من برقوق أَن يُعِيدهُ فَأجَاب سُؤَالهمْ وَاسْتقر فِي جُمَادَى الأولى فاتفق أَن الغلال كَانَت متحسنة فرخصت فتيمنوا بِهِ ثمَّ صرف فِي شعْبَان سنة ثَلَاث بتاج الدّين المليجي فارتفع السّعر فَقَامَ الْعَامَّة وطلبوه أَيْضا فأعيد فِي ذِي الْقعدَة ثمَّ صرف فِي رَمَضَان سنة ٨٩ بِنَجْم الدّين الطنبذي وَاسْتقر فِي قَضَاء الْعَسْكَر بعد موت شمس الدّين القرمي وَتزَوج بنت الطولوني وَأُخْتهَا تَحت برقوق ثمَّ ولي نظر الْجَيْش فِي ربيع الأول سنة ٩١ وَاسْتقر شرف الدّين ابْن الْأَشْقَر فِي قَضَاء الْعَسْكَر ثمَّ صرف عَن نظر الْجَيْش فِي عود برقوق ثمَّ أُعِيد وَولي الْقَضَاء وَعظم قدره ثمَّ أضيفت إِلَيْهِ مشيخة الشيخونية فَلم يزل إِلَى أَن مَاتَ سنة ٧٩٩ وَكَانَ فَاضلا مشاركاً محظوظاً فِي جَمِيع أُمُوره تمكن من السُّلْطَان وَأهل الدولة تمَكنا زَائِدا وَكَانَ مستكثراً من أَنْوَاع الترف والملاذ عَفا الله عَنهُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute