وَكَانَ ثقبة ينصر مَذْهَب الزيدية وَلَا يكف عبيده عَن ظلم النَّاس وَأقَام لَهُ خَطِيبًا زيدياً يخْطب يَوْم الْعِيد وَكَانَ يَأْمر عبيده إِذا مر ذكر الشَّيْخَيْنِ برجم الْخَطِيب السّني ثمَّ هرب ثقبة من مصر وَتَبعهُ الْعَسْكَر فَلم يدركوه وَاسْتمرّ خَارج مَكَّة إِلَى موسم سنة ٦١ فهجم مَكَّة بعد توجه الْحَاج وَفعل بهَا أفعالا قبيحة وَنهب خُيُول الْأُمَرَاء الَّذين من جِهَة المصريين وَاسْتولى على مَا فِي بُيُوتهم وَوَقع بَين الطَّائِفَتَيْنِ مقتلة عَظِيمَة فِي الْحرم حَتَّى انْكَسَرَ الأتراك فَقتل أَكْثَرهم وَبَاعُوا من أسر مِنْهُم بأبخس ثمن وَأسر أَمِير التّرْك فندش فَأَجَارَتْهُ امْرَأَة ثقبة من الْقَتْل فعذب بأنواع الْعَذَاب ثمَّ أطلقهُ ثقبة بشفاعة القَاضِي تَقِيّ الدّين الْحرَازِي على شريطة أَن يخرج من مَكَّة فَخرج إِلَى الينبع فَلَحقُوا الركب الْمصْرِيّ فسافروا مَعَهم واستقل ثقبة بِمَكَّة فأدركه الْمَوْت فِي أَوَاخِر رَمَضَان أَو أَوَائِل شَوَّال سنة ٧٦٢
حرف الْجِيم
١٤٣٤ - جَابر بن سُوَيْد السّلمِيّ الْحِجَازِي ذكره ابْن فضل الله فِي ذهبية الْعَصْر وَقَالَ شعلة ذكاء ألفيت مِنْهُ أَعْرَابِيًا ملتفاً بشملته محتفاً بطَائفَة من أهل حليته رَأَيْته بخليص سنة ٧٣٨ فأنشدني شعرًا كثيرا