وَقتل أَخَاهُ ثمَّ قدم الْعَسْكَر مَعَ رميثة ففر حميضة مختفياً فِي زِيّ امْرَأَة وَلحق بخربندا بالعراق فَتَلقاهُ وأكرمه وَبَالغ فِي الْإِحْسَان عَلَيْهِ وَندب مَعَه أَرْبَعَة آلَاف فَارس وراسل أَخَاهُ رميثة أَن يَأْذَن لَهُ أَن يدْخل مَكَّة ويشاركه فِي الإمرة كعادته فَامْتنعَ وَكَاتب النَّاصِر فَأَجَابَهُ بِأَن لَا يفعل إِلَّا أَن دخل حميضة إِلَى مصر فَجمع حميضة عسكراً ونازل رميثة فَانْهَزَمَ مِنْهُ وَدخل حميضة مَكَّة عنْوَة وَقطع خطْبَة النَّاصِر وخطب لأبي سعيد ابْن خربندا وَأخذ أَمْوَال التُّجَّار والمياسير فَجرد لَهُ النَّاصِر عسكراً فَانْهَزَمَ مِنْهُم من غير قتال ثمَّ عَاد بعد ذهَاب الْحَج فَأرْسل رميثة يطْلب أَخذ الْأمان فَأذن لَهُ وَكَانَ حميضة قد لحق ببني سعيد ثمَّ أصطلح حميضة ورميثة فَبلغ ذَلِك النَّاصِر فَغَضب وَقرر عطيفة فِي إمرة مَكَّة فَخرج حميضة عَن مَكَّة فَلَمَّا حج النَّاصِر سنة ٧١٩ وَعَاد وجرد النَّاصِر لَهُ عسكراً فنزح قبل وصولهم وَأخذ أَمْوَال النَّاس من النَّقْد والبز وَهُوَ مائَة حمل وأحرق الْبَاقِي وتحصن بحصنه الَّذِي بالحديدة وَقطع ألفي نَخْلَة والتجأ إِلَى صَاحب الحليف وحصن بَينه وَبَين مَكَّة سِتَّة أَيَّام فَدخل الْعَسْكَر فِي ذِي الْقعدَة سنة ٧١٥ ثمَّ تبعوه إِلَى مَكَانَهُ فأحرقوا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute