للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

الحنائى

(لقد أنست عيناى لمحة شمعة ... توقد من مشكاة علم وايقان)

(جلا نورها الوضاح أفق كَمَاله ... غياهب شكّ كَانَ فى ليل نُقْصَان)

وَكتب عَلَيْهَا شاه مُحَمَّد الفنارى

(أَضَاءَت خفيات الْعُلُوم بشمعة ... توقد فى مشكاة علم واتقان)

(جلا نورها البادى بصبح كمالها ... غياهب شكّ كَانَ فى ليل نُقْصَان)

وَله غير ذَلِك وَذكره الخفاجى وَقَالَ فى وَصفه امام اقتدت بِهِ عُلَمَاء الامصار وتنزهت من فضائله فى حدائق ذَات بهجة وأنوار أثمرت أَغْصَان الاقلام فى حدائق فضائله وسالت فى بطاح المكارم بحار فواضله

(فَالنَّاس كلهم لِسَان وَاحِد ... يَتْلُو الثَّنَاء عَلَيْهِ وَالدُّنْيَا فَم)

فالعلم مَدِينَة وعَلى بَابهَا وكعبة تحج لَهَا آمال الْفُضَلَاء وألبابها لَو مست رَاحَته هَذَا السَّحَاب أمطر كرما ومجدا أَو النُّجُوم جرين فى التربيع سَعْدا وَلَو رَآهُ النُّعْمَان لقَالَ هَذَا أخى وشقيقى أَو الصاحب لقَالَ أَنْت فى طرق البلاغة رفيقى

(صِفَاته لم تزِدْه معرفَة ... لكننا لَذَّة ذَكرنَاهَا)

وَله فى كل فن كَعْب على وفكر بِنَقْد جواهره ملى مَعَ نباهة تحلت بهَا الاشعار وطارت بأجنحة الثَّنَاء فى الاقطار كَأَنَّهُ بكر معنى سَار فى مثل كَمَا قَالَ فى قصيدة لَهُ

(لله دَرك يَا من نظمه دُرَر ... قلائد لنحور الغيد تدخر)

(أَو روض فضل نضير لَا نَظِير لَهُ ... فى دوحه ثَمَر مَا مثله ثَمَر)

(مسك الفصاحة من فحواه منتشق ... واللؤلؤ الرطب من مَعْنَاهُ منتثر)

دخلت نَادِيه والكون متعطر بنشره متبسم الايام بثغر سروره وبشره وقرأت عَلَيْهِ طرفا من الْعُلُوم وَمن حَدِيث الرَّسُول وأمدنى بِدُعَاء لَا أَشك فى انه على أكف الْقبُول مَحْمُول وَكَانَ يُنَوّه باسمى ويتوج رَأس الدَّهْر برسمى وَكنت وَأَنا أجتنى باكورة التَّحْصِيل كتبت عِنْد وُرُود البشائر بوفاء النّيل لَهُ بَيْتَيْنِ وهما

(قسما لَيْسَ نيل كفك كالنيل اذا راية المكارم تنشر ... )

(أَنْت عِنْد الْوَفَاء طلق الْمحيا ... وَأرى النّيل فى الوفا يتكدر)

فنثر عَلَيْهِمَا من نثار الِاسْتِحْسَان مَا يهزأ بانتظام عُقُود الجمان قَالَ قلت وَلم أورد غير هَذَا من شعره لما قَالَه ابْن بسام فى الذَّخِيرَة أشعار الْعلمَاء على قديم الدَّهْر وَحَدِيثه بَيِّنَة التَّكْلِيف وشعرهم الذى روى لَهُم // ضَعِيف // اشا طَائِفَة مِنْهُم خلف

<<  <  ج: ص:  >  >>