ونقلت أَيْضا من التَّذْكِرَة الْمَذْكُورَة قَالَ القاضى أَحْمد كَانَ الشَّيْخ غرس الدّين كتب الى مَوْلَانَا القاضى تَاج الدّين أبياتا ذكرنى فِيهَا مُجَرّد داعن الناصب والجازم بِأَن قَالَ
(وَأحمد المرشدى فى ذَاك قد حضرا ... )
ثمَّ اعتذر منى فَكتبت اليه سِتَّة أَبْيَات وَأَرَدْت أكملها فأكمل عَلَيْهَا مَوْلَانَا السَّيِّد أَحْمد بن مَسْعُود سِتَّة أُخْرَى وبعثتها اليه وهى
(غرسنا لغرس الدّين فى قلبنا الودا ... فَأطلع من أكمام أفواهنا الوردا)
(فعطر لما أَن جنته يَد الوفا ... وَضاع فأذكى عرفه العنبر الوردا)
(سقيناه من عذب التصافى زلاله ... وَمَا كدرت منا لَهُ جفوة ودا)
(رعى الله من يرْعَى أَخَاهُ اذا هفا ... ويوسعه عَن أَن يُقَابله حمدا)
(وَذَلِكَ غرس الدّين لَا زَالَ باسقا ... بروضة من يسقى غرائسه المبدا)
(وبذكر عهدا أحكمت فى قُلُوبنَا ... أَو اخيه ايدى الود أكْرم بِهِ عهدا)
(امام سما فَوق السماك بأخمص ... وجاوزه حَتَّى سما الابْن والحدا)
(وناظم أشتات الْعُلُوم بنثره ... فينظمه فى جيد أهل الحجا عقدا)
...
(وَكَاشف ليل الْجَهْل من صبح علمه ... بشمس فتكسوه أشعتها بردا)
(أتيت بِفضل فاستحقيت شَاهدا ... لاحمد فاستوليت عَنى بن مجدا)
(وأظهرت بالافضال مَا كنت مضمرا ... فَكنت بِهِ أَحْرَى وَكنت بِهِ أجدى)
(وَلَا عجب سبق الْجِيَاد لانها ... معودة بِالسَّبقِ ان كلفت شدا)
فأجابهما بقوله
(أَقُول وَقد غلبت خير كَمَا جدا ... وَقَاعِدَة التغليب مَعْرُوفَة جدا)
(حمدت الهى أَن غرست لنا الودا ... أيا أَحْمد السامى سماك السما حمدا)
(فأينع غرسى بَعْدَمَا كَانَ ذاويا ... وأطلع عَن أكمامه الزهر والوردا)
(وان دَامَت السقيا لَهُ من وصالكم ... سيثمر فى روض الرَّسُول لكم ودا)
(هَنِيئًا لغرس صَار أَحْمد ساقيا ... لَهُ من عُيُون الود كأس الصَّفَا وردا)
(فظل يُرَاعى عَهده فى مغيبه ... ويبنى لَهُ فى بَيت مدحته عقدا)
(وَذكره عهدا أَو اخيه أحكمت ... يَد الود فى أَرْوَاحنَا العقد والشدا)
(وعذرا لانى قادم وتراهم ... يَقُولُونَ فى الامثال وَالْحق لَا يعدى)
(لكل غَرِيب قادم دهشة اللقا ... بهَا يدأ الحذاق عَن رَبهَا الحدا)
(وهبنا تجاوزنا الْحُدُود ألستم ... تقيلون من أخطا وَمن قد جنى عمدا)