(جيران مَكَّة غرس الدّين أينع فى ... قُلُوبهم باسقا يهدى الْهدى ثمرا)
(سقوه من أنهر الاخلاص صافيها ... فاخضل يطلع من أكمامها زهرا)
(وَمن يكن روض غرس الدّين مهجته ... أسرى وفاز بسر السرحين سرا)
(بِهِ قد اتحدوا اذ كَانَ بَينهم ... تواصل معنوى من أَلَسْت جرى)
(فَحَيْثُ دارت كؤس الِاتِّحَاد على الارواح مَا اعْتبر والاشباح والصورا ... )
فَأجَاب الشَّيْخ غرس الدّين معتذرا
(يَا شهم مَكَّة يَا تَاج الرؤس بهَا ... يَا شهم مَكَّة قد بَكت من عذرا)
(يَا حبر علم يُفِيد الطالبين بهَا ... يَا بَحر فهم بِهِ نستخرج الدررا)
(يَا رب حذق غَدا رب الْبَيَان لَهُ ... عبدا وَألقى عَصا التَّسْلِيم مفتقرا)
(يَا ألمعيا أَضَاءَت من لوامعه ... مَشَارِق الذِّهْن بالذوق الذى بهرا)
(يَا لوذعيا بلاعى يمازجه ... أعيا وأضخم كلا قَالَ أَو شعرًا)
(يَا رب ظرف ولطف كسرا خطأ ... أَغْصَان غرسى على بعد وَمَا شعرًا)
(هَل ترفين الذى أخلقت من حللى ... أَو تقبلن الذى يَأْتِيك معتذرا)
فَأَجَابَهُ القاضى بقوله
(كللت اكليل تاجى بالثنا دررا ... لما بعثت بِعقد الْمَدْح معتذرا)
(مضمخا طيب شكر عرف نفحته ... كروض غرسك حيته الصِّبَا سحرًا)
(غرس روى حِين روى الْفضل منبته ... للسمع نواره عَن طيبه خَبرا)
(غرس من المبدأ الْفَيَّاض قد سقيت ... أعراقه فسما يهدى الْهدى ثمرا)
(انى عقدت وَقد عرضت مُعْتَرضًا ... لعرض قوم ثناهم لم يزل عطرا)
(هَذَا الى مَا هُوَ الاحرى بناوبه ... اذا اقتفينا طَرِيق الْقَوْم والاثرا)
(فخرقة الْفقر ان لم يوف لَابسهَا ... بشرطها نَبَذته كاسيا بعرا)
(عودا لبدء فمم الِاعْتِذَار وَلم ... تقر اذ قلت بَكت الذى عذرا)
(وَقلت فى حق من جازى وَعرض لم ... يشْعر وأغصان غرسى مخطئا كسرا)
(قد حصحص الْحق فَاعْلَم أَنما كسرت ... أَغْصَان غرس الذى أخطا وَمَا شعرًا)
(أقرر بذنبك ثمَّ اطلب تجاوزهم ... عَنهُ فجحدك ذَنْب غير مَا غبرا)
(قضى بِمَا جرت الاقلام مِنْك بِمَا ... جرى بِهِ الْقَلَم المحتوم حِين جرى)
(يكبوا الْجواد وَمن يعثر يقل كرما ... فنسأل الله غفرانا لمن عثرا)