(فَقل ان قَالَ سَاقيهَا المفدى ... جبا يَا مرْحَبًا واشكر بشكرى)
(وخذها من يَدَيْهِ فى حُضُور ... مَعَ الساقى الْمليح بِغَيْر سكر)
(فَلَا غول وَلَا تأثيم فِيهَا ... وَلَيْسَت مرّة بل طعم تمر)
(وان غالى الْمُحب وَقَالَ شهد ... أُجِيب نعم اذا مَا كَانَ تمرى)
(وَلَوْلَا مد حَتَّى للبن قبلا ... لعدت لَهُ بهجو ثمَّ هجر)
(لبئس طباعه وَسَوَاد قلب ... لَهُ فَهُوَ الحرى بِكُل هجر)
ونقلت من تذكرة القاضى أَحْمد بن عِيسَى المرشدى قَالَ ورد علينا فى أثْنَاء عَام خمس وَأَرْبَعين وَألف الشَّيْخ الاوحد الاكمل غرس الدّين الازهرى المقدسى الْخَطِيب والامام بالروضة المشرفة على صَاحبهَا أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام وَلم يؤانسه أهل مَكَّة فَقَالَ معرضًا
(عُلَمَاء مَكَّة جاوزوا الافلاكا ... عزا وَحقّ لَهُم لعمرى ذَا كَا)
(لَوْلَا الرياسة فى رُؤْس نُفُوسهم ... كَانُوا وحقك كلهم أملاكا)
وَقَالَ أَيْضا
(جيران مَكَّة جيران الاله لذا ... لَا يعبأون بِمن قد غَابَ أَو حضرا)
(لَوْلَا الطبيعة عاقدتهم لَكَانَ لَهُم ... اسراء روح بسر السِّرّ قد ظفرا)
فَقَالَ بعض السَّادة الاشراف الْمُتَّصِل محتدهم الزاكى بالمغيرة بن عبد منَاف فَخر الشَّجَرَة الَّتِى أَصْلهَا ثَابت وفرعها فى السما أكْرم بِهِ نسبا ومنتمى على طَرِيق الْجَواب عَن المكيين
(لله دَرك من أديب بارع ... بذكائه مَا يعجزا الادراكا)
(أَحْسَنت اذ أتحفتنا ببدائع ... بهرت وان جَادَتْ فدون نداكا)
(فجها بذا الْبَيْت الْحَرَام مذيعة ... بأريج مدح من بديع ثناكا)
(وهم الحجاحج وَالَّذين سموا بِمن ... خرم السما واستخدام الاملاكا)
(لَا غروان جازوا الاثير بفضلهم ... وعلوا بِحَق جواره الافلاكا)
وَعَن الثانيين
(يَا مفلقا لم يزل فى كل غامضة ... يبدى بهَا فلقا بِالْحَقِّ قد ظهرا)
(وبحر علم تحلى من فرائده ... جيد البلاغة عقدا يفضح الدررا)
(أثنيت حَقًا وَعين الْفضل شاهدة ... وَأَنت انسانها الرائى بِغَيْر مرا)
(لَكِن اليك اعتذار مِنْهُم فذوو الافضال يعْذر من قد جَاءَ معتذرا ... )
(لم يتركوك لاهمال ومنقصة ... لَكِن حجبتهم فالذنب مِنْك يرى)
وأجابه أَيْضا القاضى الْفَاضِل تَاج الدّين المالكى