ارجحية الامير فَمن جِهَة مَعَانِيه المبتكرة أَو المفرغة فى قالب الاجادة وَنحن لم نطلع لفتح الله على معنى يشبه قَول الامير من الرباعيات
(مَا مر تذكر الْكرَى فى بالى ... الا دَفعته رَاحَة البلبال)
(أشفقت من الجفون لمسا يُؤْذى ... أَقْدَام خيالك الْعَزِيز الغالى)
وَلَا قَوْله
(لَو لم يكن راعها فكر تصورها ... من واله وثنتها مقلة الامل)
(مَا قابلت نصف بدر بِابْن ليلته ... وَأَلْقَتْ الزهر فَوق الشَّمْس من خجل)
فهذان مِمَّا لَا قدرَة لمثل الْفَتْح على طرق بابهما وَبِالْجُمْلَةِ فهما شَاعِر الزَّمَان ولعمرى ان زَمَانا جاد بهما السنحى جدا وَكَانَ فتح الله فى حداثته من أحسن النَّاس منْظرًا وأبهاهم صباحة ورشاقة وَكَانَ أَبنَاء الغرام يَوْمئِذٍ يفدونه وَهُوَ يعرض عَنْهُم ويجافيهم حَتَّى تبدلت محاسنه فعطف عَلَيْهِم يستمد ودادهم وَكَانَت النُّفُوس قد أنفت مِنْهُ فرمته فى زَاوِيَة الهجران وفى ذَلِك يَقُول وَقد رأى اعراضا من صديق لَهُ كَانَ يألفه
(انى أَنا الْفَتْح سَمِعْتُمْ بِهِ ... مَا همه حَرْب وَلَا صلح)
(من عدلى ذَنبا قلانى بِهِ ... فانما ذنبى لَهُ النصح)
(قُولُوا لَهُ يغلق أبوابه ... فانما حاربه الْفَتْح)
ثمَّ اندرج فى مقولة الكيف وتزيا بزى الزهاد وَاتخذ من الشّعْر صدارة حدادا على وَفَاة حسنه ووفاة جماله وَمَا زَالَ يرثى أَيَّام حسنه وينعى مَا يتعاطاه من الكيف وَله فى ذَلِك محَاسِن ونوادر مِنْهَا قَوْله فى قصيدته الَّتِى أَولهَا
(من يدْخل الافيون بَيت لهاته ... فليلق بَين يَدَيْهِ نقد حَيَاته)
(لَو يابثين رَأَيْت صبك قبل مَا الافيون أنحله وَحل بِذَاتِهِ)
(فى مثل عمر الْبَدْر يرتع فى رياض الزهر مثل الظبى فى لفتاته ... )
(من فَوق خُذ الدَّهْر يسحب ذيله ... مناه أَنى شَاءَ وَهُوَ مواته)
(وتراه ان عَبث النسيم بقده ... ينْقد سرُور الرَّوْض فى حركاته)
(واذا مَشى تيها على عشاقه ... تتفطر الْآجَال من خطراته)
(يرنو فيفعل مَا يَشَاء كَأَنَّمَا ... ملك الْمنية صَار من لحظاته)
(لرأيت شخص الْحسن فى مرآته ... وَدفعت بدر التم عَن عتبانه)
وَقَالَ من قصيدة أُخْرَى
(يَا هَذِه ان أَنْت لم تدر الْهوى ... لَا تجحديه فللهوى استحكام)