(تمايلوا على الْجمال مَيْلَة ... فعلموها مشْيَة التهادى)
(وَمَا سَمِعت بالغصون قبلهم ... مشت بهَا أكثبة البوادى)
(فان تَجِد يدى على ترائبى ... فَلَا تقل لغيبة الْفُؤَاد)
(وانما رفعتها لانها ... كَانَت لَهُم حمائل الاجياد)
(حمر الخدود ان تغب فشكلها ... بناظرى دَاخل السوَاد)
(لاجل ذَا الدمع جرى بشوقها ... فنظم الْيَاقُوت فى نجادى)
(لَا وأبى وَمن يقل لاوابى ... فقد تلى ألية الامجاد)
(مَا عثر الغمض بذيل ناظرى ... وَلَا انْثَنَتْ لطيفهم وسادى)
(وهب رشاش مقلتى حبائلا ... فَأَيْنَ مِنْهَا زلق الرقاد)
(آه وآه ان تكن ملْء فمى ... فانها مضمضة الصوادى)
(قد نفض السّمع كَلَام غَيرهم ... كَمَا نفضت الصَّبْر من مزادى)
(أعاذ لى فللهوى غواية ... بِعْت بهَا كَمَا ترى رشادى)
(ولعت بى وشعلتى كمينة ... بقادح يعبث فى زنادى)
(دع الْهوى يعبث بى وان تشا ... فعدنى من عذبات وَاد)
(مَا لحق اللوم غُبَار عاشق ... حدابه من النسيب حاد)
(أما ترى الاقاح حول لمتى ... حكى ابتسام الْبَرْق فى البوادى)
(بشرنى طلوعه بِأَن لى ... صبح وصال لدجى بعادى)
(وَلم أقل مناصل تجردت ... وأركزت بِجَانِب الاغماد)
(كَانَ شيب الشعرات ألسن ... على ضيَاع ورنقى تنادى)
(لبست مَا أضاعنى فأسوتى ... كأسوة الْجَمْرَة فى الرماد)
(وحاك فى الرَّأْس ضياه خيمة ... ذَات طنا بَين الى الافواد)
(كَأَنَّهَا عِمَامَة لبستها ... من يَد مولاى أَبى الاسعاد)
(مُجَرّد الْعَزْم فرنده التقى ... وغمده تَبَسم الاجياد)
(مَا عَرك الجدب أَدِيم أرضه ... وَمن يَدَيْهِ فَوْقهَا غواد)
(أما وَلَو بِبَابِهِ احتمى الدجا ... لما اختشى خطب صباح عَاد)
(أَو دخل النَّهَار تَحت ذيله ... مَا زحف اللَّيْل على الْعباد)
(لَقيته وَمن رأى بنى الوفا ... فقد رأى أَهله الاعياد)