(سأبكيه والآداب أجمعها معى ... بدمع تود السحب يَوْمًا تكونه)
(وَلم لَا عَلَيْهِ الْفَخر يبكى تأسفا ... وَقد حق مِنْهُ الْبَين وَهُوَ خدينه)
(فَذَاك الذى فى مثله يقبح العزا ... وَيحسن الا من هَوَاهُ سكونه)
(عَلَيْهِ من الله التَّحِيَّة مَا وفت ... بفرقته من كل حى منونه)
(وَرَحمته مَا حن أَو ناح واله ... نأى عَنهُ من بعد الندانى قرينه)
وَكَانَت وَفَاته فى نَيف وَخمسين وَألف
الامير فروخ بن عبد الله أَمِير الْحَاج الجركسى البطل المتفوق الثَّابِت الْقلب هُوَ فى الاصل من مماليك الامير بهْرَام بن مصطفى باشا أخى الامير رضوَان حَاكم غَزَّة الْمَشْهُور ثمَّ بعد وَفَاة سَيّده تنبل وشاع أمره بالشجاعة والسخاء والمروءة حَتَّى ولى حُكُومَة نابلس وامارة الْحَاج وَتصرف فى هَذَا المنصب تَصرفا عجيبا وَصرف جهده فى حراسة الركب كَانَ من المعمرين الصَّالِحين شجاعا جوادا مُدبرا عَاقِلا حازما لَهُ خبْرَة بالامور معززا مكرما وَلم يزل فى هَذَا المنصب الى أَن مَاتَ بِمَكَّة المشرفة فى سنة ثَلَاثِينَ وَألف وَدفن بجوار الله تَعَالَى
فضل بن عبد الله الطبرى المكى مفتى الشَّافِعِيَّة بِالْبَلَدِ الْحَرَام وامام مقَام ابراهيم عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ذكره السَّيِّد ابْن مَعْصُوم فَقَالَ فى وَصفه خلف ذَلِك السّلف والمعيد من عهد مجدهم مَا سلف الْفضل اسْمه وسمته النافحة بأرجه نسمته رفع عماد ذَلِك الْبَيْت فَأقر عين الْحَيّ مِنْهُم وَالْمَيِّت وَهُوَ الان مفتي الشَّافِعِيَّة بِالْبَلَدِ الْحَرَام والملحوظ بِعَين الاجلال والاحترام يشنف السطور بفرائده ويفوق الطروس بفوائده مَعَ انافته فى الادب بمكانه شيد من ربعهَا المشيد أَرْكَانه فاجتلى بهَا نُجُوم لياليه واقتنى مِنْهَا منظوم لآليه ثمَّ قَالَ وَلَا يحضرنى من شعره غير قَوْله فى التَّفْضِيل بَين مسمعين يعرف أَحدهمَا بِرُكْن الآخر بالقصبى
(تخَالف النَّاس فى ركن فقدمه ... قوم وَقوم عَلَيْهِ قدمُوا القصبى)
(وَقَائِل الْحق والانصاف قَالَ مَتى ... أسمعهما ألق أستاذا وألق صبى)
وَذكره غَيره فَقَالَ ولد بِمَكَّة وَبهَا نَشأ وَأخذ عَن أكَابِر الشُّيُوخ وَله شعر كثير مِنْهُ قَوْله
(لَا تضيع سَبَهْلَلا فرس الْعُمر بِلَا طَاعَة وَلَا تتعلم ... )
(سَوف يدرى الجهول عِنْد انقضا الْعُمر سدى كَيفَ ضَاعَ مِنْهُ فيندم ... )
وَقَوله مؤرخا للسيل الْوَاقِع بِمَكَّة فى سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَألف