للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومطلعها

(لله درجيوش الرّوم اذ ظَهَرُوا ... على الروافض قد صَارَت بهم عبر)

(كم أبدعوا بدعا سبا ومظلمة ... لَهُم قُلُوب يحاكى لينها الْحجر)

(فَالنَّاس تجأر للرحمن من يدهم ... وَالله يسمع مِنْهُم كلما جأروا)

(أَتَت اليهم جيوش الرّوم يقدمهَا ... من بأسها المنذران الْخَوْف والحذر)

(وعندما اقْترب الْجَيْش العرمرم من ... تبريز ثمَّ بدا فى ذاتهم خور)

(فشجعوا أنفسا مِنْهُم قد امتلئت ... جبنا وَقد طاشت الاحلام والفكر)

(ظنُّوا بِأَن الليالى نحوهم نظرت ... فَأَخْطَأَ الظَّن لما أَخطَأ النّظر)

(وأملوا سحرًا من ليل كربهم ... فَلم يكن لدجى أوصابهم سحر)

(لما رأى بأسنا حمر الرؤس اذا ... فروا كَمَا فر من أَسد الشرى الْحمر)

(قُلُوبهم خشيت أَبْصَارهم عميت ... شَاهَت وُجُوههم خوفًا وَقد خسروا)

(سطوا بهم فتراهم ذَا يَغْزُو ذَا ... عان أَسِير وَذَا فى الترب منعفر)

(وَالنَّقْع ليل بهيم لَا نُجُوم بِهِ ... تلوح للعين الا الْبيض والسمر)

(فالبيض فى يدهم صَارَت صوالجة ... والارؤس الْحمر فِيمَا بَينهم أكر)

(كَأَنَّمَا السمر مغناطيس أنفسهم ... فَحَيْثُ مَالَتْ ترى الارواح تنتثر)

(ذوت رياض أمانيهم فَلَا ثَمَر ... يلوح فِيهَا وَلَا فى دوحها ثَمَر)

(وللفرار الى الاقطار قد نفروا ... وَمَا لَهُم معشر فِيهَا وَلَا نفر)

(فَأَصْبحُوا لَا ترى الا مساكنهم ... وَقد خلت مَا بهَا عين وَلَا أثر)

(وتخت تبريز نَادَى وَهُوَ مبتهج ... هَذَا الزَّمَان الذى قد كنت أنْتَظر)

(فيا مليكا لَهُ كل الْمُلُوك غَدَتْ ... تدين طَوْعًا وتأتى وهى تعتذر)

(سروا ملك الارض وَالدُّنْيَا فَأَنت اذا ... اسكندر الْعَصْر قد وافى بِهِ الْخضر)

(فيا لَهَا نعْمَة آثَار مفخرها ... كَانَت لدولته الغراء تدخر)

(ظلّ الا لَهُ مُرَاد الله قد شرفت ... بِهِ المنابر والتيجان والسرر)

(أجل من وطئ الغبراء من ملك ... بأَمْره سَائِر الاملاك تأتمر)

(بداله فى سَمَاء الْمجد نور هدى ... من دونه النيرَان وَالشَّمْس وَالْقَمَر)

(بعزمه ظهر الْفَتْح الذى عجزت ... عَنهُ السلاطين قد أفنتهم الْعَصْر)

(وَأصْبح الْملك محروس الجناب وَقد ... وافى بِهِ المسعدان الْقدر وَالْقدر)

(لوفاخرته مُلُوك الارض قاطبة ... مَا نالهم من معانى فخره الْعشْر)

<<  <  ج: ص:  >  >>