وَلَا حول وَلَا قُوَّة الا بِاللَّه العلى الْعَظِيم انْتهى وَبعد أُمُور يطول شرحها اتّفقت الْكَلِمَة على امامة المهدى الْمُقدم ذكره وَلم يزل الْقَاسِم الْمَذْكُور ناشرا للمكارم الحسان مَقْصُودا من جَمِيع الْبلدَانِ منصفا للوافدين مُعظما للْعُلَمَاء العاملين وَله كرامات شهيرة مِنْهَا مَا اشْتهر أَيَّام دَعوته من ظُهُور اسْمه وَاسم أَبِيه مَكْتُوبًا على الْجَرَاد الْحَاصِلَة فى الْيمن فى ذَلِك الزَّمن ظهورا شهيرا فى الانام الى غير ذَلِك من الْفَضَائِل الَّتِى علمهَا الْخَاص وَالْعَام وَله السماعات الْكَثِيرَة فى الْفِقْه والاصلين والنحو وَالتَّفْسِير مَعَ الْحِرْص على التدريس والافادة فى ذَلِك الْخطب الْكَبِير ومولده فى ذى الْحجَّة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وَألف
قَاسم الخوارزمى أَصله من بُخَارى من قَرْيَة فشلان جوبان رَحل الى خوارزم وسلك عِنْد الشَّيْخ حُسَيْن الخوارزمى النقشبندى ولازم عِنْده مُدَّة وَصَارَ من جملَة خلفائه فَلَمَّا دخل شَيْخه الى الشَّام نقل هُوَ أَيْضا الى بُخَارى وتوطن بهَا مشتغلا بارشاد الطالبين الى أَن توفى وَكَانَت وَفَاته فى سنة خمس بعد الالف قلت وَالشَّيْخ حُسَيْن الخوارزمى الْمَذْكُور هُوَ المدفون فى الحديقة قرب تربة الصُّوفِيَّة بالوادى المغربى وَله فى الْكَوَاكِب السائرة للغزى تَرْجَمَة فَليرْجع اليها ثمَّة فى الطَّبَقَة الثَّالِثَة
قانصوه باشا نَائِب الْيمن قدمهَا فى ثانى وعشرى الْمحرم سنة تسع وَثَلَاثِينَ وَألف من الديار المصرية ثمَّ الى مَكَّة فى عَسْكَر عَظِيم وَصَحبه من الامراء والكبراء مَا يجل عَن الْوَصْف من مشاهيرهم الامير مُوسَى بن الْخَبِير من عرب مصر فى نَحْو ثلثمِائة فَارس أَو يزِيدُونَ والامير سُلَيْمَان بعد أَن كَانَ عزم الى مصر لخدمة الْوَزير عابدين بِمَال جزيل ليجهز لَهُ عسكرا فَلَمَّا بلغ الى مصر بلغه تجهيز قانصوه فساعده وَوصل صحبته وَتَوَلَّى تَدْبِير ملك الْمَذْكُور وَكَانَ مُتَّهمًا بنحوسة لسوء تَدْبيره حَتَّى عاجله الْقَضَاء الْمَقْدُور على يَد قانصوه الْمَذْكُور فى سنة أَرْبَعِينَ وَألف وصحبته حَمْزَة أغا وادريس أغا فى ثَلَاثَة آلَاف من الاسباهية من الابواب السُّلْطَانِيَّة وَنَحْو ألف من المغاربة وألفين من أهل الشَّام وَأَرْبَعَة آلَاف من مصر وألفين من مَكَّة فَحصل بَينه وَبَين الشريف أَحْمد بن عبد الْمطلب مُنَافَسَة فَقبض عَلَيْهِ وَقَتله وَأقَام مَكَانَهُ مَسْعُود بن ادريس وَأقَام بجدة وَاحِدًا من جماعته اسْمه مصطفى ثمَّ أَخذ من مَكَّة أَمْوَالًا جمة وَوجد مَعَ الشريف خَزَائِن كَثِيرَة وخيولا ونجائب وعجائب ثمَّ توجه من مَكَّة برا والمراكب بالخزائن والجنود تمشى محاذية لَهُ بحرا فَقدم أول عسكره مورا وَفِيهِمْ