الامير ابْن خَبِير وَذَلِكَ يَوْم الِاثْنَيْنِ عَاشر شهر ربيع الآخر فَلَمَّا علم بورودهم التقى بن ابراهيم انحاز بجُنُوده الى ربوع أَذْرع شرقى بَيت الْفَقِيه الزيدية وَكَذَلِكَ الشريف هَاشم انحاز الى جَانب اصاب وَكَذَلِكَ الامير سنبل قَامَ من حيس الى شرقية وَكَانَ عزم السَّيِّد هَاشم لَيْلَة الْخَمِيس ثَالِث عشر شهر ربيع الآخر وفى لَيْلَة الثُّلَاثَاء الثَّامِن عشر مِنْهُ مر يُوسُف الكتخذا فى مائتى حصان فى المراوعة الى بَيت الْفَقِيه ثمَّ الى زبيد وَذَلِكَ صبح الثلاثا فَتوجه الى المخا عصر ذَلِك الْيَوْم فورد يَوْم الاربعاء الى المخا ضحوة فَقبض على عابدين باشا وحبسه وَقَتله صبرا بعد ثَلَاثَة أَيَّام وَقبض خزائنه وَجعل عِيَاله فى مَكَان عِيَال الشريف أَبى الْقَاسِم الشّجر وسمعوا الْبكاء عَلَيْهِ كَمَا سمع الْبكاء مِنْهُم على الْمشَار اليه وَأما قانصوه فورد بَيت الْفَقِيه ابْن عجيل صبح الْجُمُعَة الحادى وَالْعِشْرين من شهر ربيع الآخر فَقبض على الْفَقِيه أَحْمد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر العجيل وحبسه وَأخذ مِنْهُ مَالا جزيلا وصلبه فى صبح الِاثْنَيْنِ الثَّالِث وَالْعِشْرين وَعظم الْمُصَاب وأهدم بَيت الْفَقِيه ونهبت جملَة من بيُوت وأموال لانه كَانَ عينا فِي بَيت الْفَقِيه رَئِيسا مَقْبُولًا عِنْد السَّيِّد هَاشم فحسده أعداؤه ونسبوا اليه المكايد وَكَانَ هُوَ السَّبَب فى دُخُول الوهن على قانصوه لانه لما فعل بِهِ مَا فعل نفرت قُلُوب النَّاس مِنْهُ وخصوصا حَيْثُ انه كره شَفَاعَة السَّيِّد الطَّاهِر بن بَحر وَلم يقبل مشورته فى الْعَفو عَن اساءة النَّاس ووعظه بوصول الْوَزير سِنَان وعفوه فَأبى واستكبر لامر يُريدهُ الله تَعَالَى ثمَّ توجه من بَيت الْفَقِيه الى زبيد صبح الثلاثا خَامِس عشرى الشَّهْر بالجند الموفور فواجهه بهَا الامراء والكبراء والمشايخ والسادات وَورد اليه يُوسُف الكتخدا فى جملَة من عَسْكَر المخا فَدخل المحطة دخلة عَظِيمَة وَلما اسْتَقر بهَا أَمر بتجهيز الْوَزير حيدر وفكه من الْحَبْس الشَّديد فجهزوه الى سواكن هُوَ وَبَعض مماليكه ثمَّ دخل الى مصر فالى الرّوم وَحصل لَهُ مقَام كَامِل عِنْد السُّلْطَان وَأمر الامير مُوسَى بن الْخَبِير بِالْمَسِيرِ الى حيس فَدَخلَهَا بِجَيْش كَبِير فشرع الوباء فى الْجنُود وَمَات ابْن الْخَبِير الْمَذْكُور وَابْن أَخِيه وَأكْثر جَمَاعَتهمْ وَلم يبْق مِنْهُم الا الْيَسِير وَمَات بزبيد الامير أَحْمد وعالم كثير حَتَّى كل الحفارون عَن الْحفر والغالون عَن التغسيل فَأَقَامَ نَحْو أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثمَّ توجه الى حيس وَأقَام بهَا فَعظم الوباء وَمَات من جماعته عَالم كثير وَهَلَكت الْجمال الَّتِى وصلت من الشَّام وَكَانَت نَحْو عشرَة آلَاف أَو أَزِيد وَكَانَ من أَرَادَ جملا أَخذه لمَوْت الجمالين ومعظم الْخَيل ثمَّ توجه الى المخا فحط