وجود ابْن الحنبلى فَأرْسل اليه رِسَالَة يعْتَذر فِيهَا عَن ذَلِك وَكَانَ الشَّمْس مُحَمَّد بن المنقار مِمَّن أَخذ عَن ابْن الحنبلى وَكَانَ يفاخر بالاخذ عَنهُ فاذا تَذَاكر هُوَ وَالْجد فى الاخذ عَن عُلَمَاء حلب بقول لَهُ أَنْت لم تقْرَأ على ابْن الحنبلى فَيَقُول لَهُ هُوَ قرظ على مؤلف لى وَأخذ بحمص عَن الشهَاب أَحْمد الاطاسى ثمَّ دخل الرّوم وَاخْتَلَطَ مَعَ كبرائها ومدحهم بالقصائد الفائقة ووجهت اليه الْمدرسَة القصاعية بِالشَّام فورد اليها وَأخذ بهَا عَن شيخ الاسلام الْبَدْر الغزى الحَدِيث وَالتَّفْسِير وَغَيرهمَا وَكتب اليه مسائلا
(أَلا يَا امام الْفضل يَا من ببدره ... يضئ لنا وَجه الزَّمَان ويقمر)
(وان أشكلت فى الْوَاقِعَات مسَائِل ... جلاها بايضاح مَعَانِيه تنور)
(بِصِيغَة تَعْلِيق الطَّلَاق وَنَحْوه ... كعتق بِشَرْط عبدكم يتفكر)
(على ان الانشا يَا امام الْعُلُوم لَا ... يسوغ لنا التَّعْلِيق فِيهِ وَيظْهر)
(فَهَل يَقع التَّطْلِيق فى الْحَال سيدى ... وتعليقه يَا أوحد الدَّهْر يهدر)
(فمنوا بابداء الْجَواب تكرما ... وَمن بِمَا فِيهِ يُقَال ويزبر)
(وأنعم على هَذَا الْمُحب لذاتكم ... بِمَا يرفع الاشكال فِيهِ وحرروا)
(فَلَا زلت فى عز منيع ورفعة ... وَلَا بَرحت أنوار بدرك تزهر)
فاتفق أَن جَاءَهُ السُّؤَال وَقد عرض لَهُ سوء مزاج فَأجَاب وَلَده الْعَلامَة الشهَاب أَحْمد عَن السُّؤَال وأبياته هى
(أَلا يَا محب الدّين من شاع فَضله ... وَعنهُ بِكُل المكرمات يخبر)
(لَئِن كَانَ نور الْبَدْر عَم ضياؤه ... فطورا لَدَى السارى الشهَاب ينور)
(وَمن فرعها الاشجار تجنى ثمارها ... وَتَحْقِيق مجناها عَن الاصل يُؤثر)
(فانشاء تَعْلِيق يجوز وُقُوعه ... وَتَعْلِيق انشاء بِهِ المتسع يصدر)
(فبعتك ان شَاءَ الْمقَال مصحح ... وان شِئْت بيعا بِعْتُك اللَّفْظ يهدر)
(ووكلت زيدا فى طَلَاق سعادان ... تشأ جَازَ ذَا التَّعْلِيق فِيمَا يحرر)
(وقولك ان شَاءَت سعاد طَلاقهَا ... فزيد وكيلى فِيهِ كاللغو يذكر)
(وقائله الغزى أَحْمد يرتجى ... من الله فى أخراه يعْفُو وَيغْفر)
ثمَّ تدير دمشق وصاهر الْعَلامَة أَبَا الفدا اسمعيل النابلسى الْكَبِير على بنتين مَاتَت احداهما قبل أَن يبتنى بهَا والاخرى دخل بهَا وَولدت لَهُ جدى محب الله الْمُقدم ذكره وَلما قدم قاضى الْقُضَاة بِالشَّام شيخ الاسلام مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الياس الشهير بجوى زَاده