للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قَبره الْكَرِيم بارز والنور يخرج من سَائِر أَجْزَائِهِ وَيخرج من صَدره الْكَرِيم نور لَهُ جرم وَحلق السبابَة والابهام وَقَالَ مِقْدَار هَذَا قَالَ وَرَأَيْت ذَلِك ممتداً من مَحَله حَتَّى اتَّصل بسيدى مُحَمَّد الْعجل وَهُوَ اذ ذَاك فى حَال قِرَاءَة المولد وَالذكر بمسجده وَصَارَ النُّور يدْخل فى صَدره مستمرا على ذَلِك وَرَأَيْت جمعا من الاولياء ينالهم نور من ذَلِك لكنه صَغِير الجرم وَمثله الرائى بالخيط فى مُقْتَضى الْحس قَالَ واستيقظت وَالْحَال على مَا هى عَلَيْهِ من اتِّصَال نور النبى

بصدر سيدى الْفَقِيه مُحَمَّد ودخوله فِيهِ وَذَلِكَ فضل الله يؤتيه من يَشَاء وَالله ذُو الْفضل الْعَظِيم انْتهى وَيُقَال ان صَاحب التَّرْجَمَة اسْتمرّ نَحْو سنتَيْن مَرِيضا فَكَانَ فى النَّهَار يذهب الى الهيجاء ويأتى بِاللَّيْلِ الى تربة جده سيدى الْفَقِيه أَحْمد بن مُوسَى حَتَّى ظهر لَهُ فى لَيْلَة وَأَعْطَاهُ اصبعه فمصها وَأمره بِالرُّجُوعِ الى الْبَلَد للتربية والارشاد وَيُقَال أَيْضا انه أَتَاهُ آتٍ فى مَنَامه وَقَالَ لَهُ لَازم مطالعة كتب الشَّيْخ الاكبر ابْن عربى وَنحن ندافع عَنْك بِالسَّيْفِ والترس أَخذ الْفِقْه والْحَدِيث وَغَيرهمَا من الْعُلُوم الدِّينِيَّة عَن مُحدث الْيمن وحافظه عبد الرَّحْمَن الديبع صَاحب التَّيْسِير وَأَجَازَهُ اجازة عَامَّة بمروياته وَأخذ الطَّرِيق عَن السَّيِّد الولى الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى أَبى الْقَاسِم بن على صَاحب الضُّحَى وَغَيرهمَا من شُيُوخ عصره وَعنهُ وَلَده الْعَارِف بِاللَّه تَعَالَى أَحْمد أَبُو الْوَفَاء الْعجل وَكَانَ ينظم الشّعْر وَمن شعره قَوْله فى القات

(لاندية الخلان صَاحب تجمل ... بوجدان قات زانها وتهلل)

(فيا حسنه ان رق يَوْمًا الْمحْضر ... وحف بألطاف لَهَا الْفضل يجمل)

(فيا سادة قَامُوا على قدم الصَّفَا ... اذ القات واخاكم فَقومُوا وهللوا)

(وَقُولُوا بِلَفْظ الْجمع وَالْفرق خلفوا ... لَان سوى البارى خيال مُبْطل)

(وَحكم ارتباط عادمى غير مُنكر ... واحكامه فى الشَّرْع حَقًا تبطل)

(وَلكنه سُبْحَانَهُ جلّ قدره ... لَهُ مَعَ جَمِيع الكائنات تفضل)

(بهَا خصهم فضلا وَمنا عَطِيَّة ... وَلَيْسَ لَهُم بِالْكَسْبِ فِيهَا مُحَصل)

(فَلَا تنكرن يَا صَاح قَول مفضل ... أَتَى عَن معانى الْقرب يحْكى وينقل)

(فَسلم لتسلم فالسلام مُسلم ... لمن كَانَ أَسبَاب النجَاة يحصل)

(ولازم على التَّسْلِيم فى كل حَالَة ... تنَلْ كل مَا ترجو وَمَا أَنْت تَأمل)

(ودع كل خب فى الْمقَال مخرق ... يروع أهل الْحق ثمَّ يضلل)

<<  <  ج: ص:  >  >>