(فكم عَالم بِاللَّه يَأْكُل قاتنا ... وَمَا هُوَ عَن طرق الْهِدَايَة يعدل)
(فيا نعم قوت الصَّالِحين وقاتهم ... ينشط معوانا لَهُم لَا يكسل)
(فأجمع أهل الله من أهل قطرنا ... وَمِمَّنْ لَهُم نور الْهِدَايَة يكمل)
(يَقُولُونَ مَا فى القات ضرّ وَلَا أَذَى ... ولامس جن للمساوى يخيل)
(واما رَأَيْت القات وقتا بِحَضْرَة ... اليها يَقِينا للكرامة يحمل)
(فقابله يَا ذَا الود بالرحب والهنا ... وَقبل رغام الارض اذ هُوَ يُوصل)
(وَمَا ذَاك الا أَن فِيهِ لنا الى ... معَان عليات الْمقَام توصل)
(فأهلا بِهِ ألفا وسهلا ومرحبا ... لاجل الذى فِيهِ من السِّرّ يُوكل)
(وبادر الى ذكر الاله قبيله ... وذكرك باسم الله للخير يُوصل)
(فآكله هاد منيف ومهتد ... محب ومحبوب الى الرشد موصل)
(فحاشا وكلا أَن يكون رَفِيقه ... وَقد رافق الاخيار غيا يحصل)
(فمدح كرام الحى أعظم شَاهد ... على جمع أسرار حواها وَأَعْدل)
(وراها أنَاس بالكشوفات قالهم ... رجال عَلَيْهِم فى الامور الْمعول)
(فَمن بَعْضهَا جذب حُضُور لذاكر ... وَفِيهِمْ أموران خلا لَيْسَ تحصل)
(وَلَكِن أخى لَا ينْتج القات ان خلا ... عَن النِّيَّة الْعُظْمَى فانك تهمل)
(وَيَكْفِيك قَول الْمُصْطَفى فى امتداحها ... عَظِيم حَدِيث فى الرسائل أول)
(فأحرص على القات الشريف بحبه ... وقارنه بِالنِّيَّاتِ ان أَنْت تَأْكُل)
(تشاهد أمورا من غَرِيب معارف ... من الحضرة العلياء تَأْتِيك ترمل)
(بحلة لفظ من نقوش فمنم)
لَهُ ترجمان الْقلب يرْوى مفصل)
وَلم تزل نفحات نسماته عاطرة الارج وزجاجات وارداته ظَاهِرَة الرهج الى أَن أحب الله لقاءه فَأجَاب داعيه ودرج وبروحه اللطيفة اليه عرج وَكَانَت وَفَاته ظهر يَوْم الْخَمِيس سَابِع عشر شهر ربيع الثانى سنة احدى عشرَة بعد الالف وَدفن بِبَيْت الْفَقِيه ابْن عجيل وَبنى عَلَيْهِ قبَّة عَظِيمَة بناها الْوَزير حسن باشا حَاكم الْيمن وَكَانَ ختم بنائها نَهَار الْخَمِيس رَابِع عشر شهر شَوَّال سنة اثنتى عشرَة وَألف وقبره درياق مجرب الْقَضَاء الْحَوَائِج رَحمَه الله تَعَالَى
السَّيِّد مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد المنعوت محب الدّين الحصنى الدمشقى الشافعى السَّيِّد الْعَالم الْعلم الْجواد المربى كَانَ غَايَة فى الْوَرع والتقشف والتصلب فى أَمر الدّين دينا