(جافى الْمضَاجِع الف السهد ساوره ... سم الاساود أَو أَنْيَاب آساد)
(لَهُ اذا اللَّيْل واراه نشيج شج ... وجذوة فى حشاه ذَات ايقاد)
(سماره حِين يضنيه توحشه ... فيستريب الى تأسيس عواد)
(وجدوهم وأشجان وبرح جوى ... ولوعة تتلظى والاسى سادى)
(أضناه تَفْرِيق شَمل ظلّ مجتمعا ... وضن بِالْعودِ دهر خطبه عادى)
(فالعمر مَا بَين ضن ينقضى وضنى ... والدهر مَا بَين ايعاد وابعاد)
(لَا وصل سلمى وَذَات الْخَال يرقبه ... وَلَا يؤمل من سعدى لَا سعاد)
(أضنى فؤادى واستوهى قوى جلدى ... اقوا ملاعب بَين الهضب والوادى)
(عفت محاسنها الايام فاندرست ... واستبدلت وَحْشَة من أُنْسُهَا البادى)
(وعطلتها الرزايا وهى حَالية ... بساكنيها ورواد ووراد)
(وعاث صرف الليالى فى معالمها ... فَمَا يُجيب الصدا فِيهَا سوى الصادى)
(دوارج المورمارت فى معاهدها ... فغادرتها عَفا الساحات والنادى)
(وناعب الْمَوْت نَادَى بالشتات بهَا ... فأهلها بَين أغوار وأنجاد)
(وصوحت بالبلى أطلالها وخلت ... رحابها الفسيح من هيد وَمن هاد)
(أضحت قفارا تجر الرامسات بهَا ... ريحًا جنوب وَشَمل رِيحهَا الجادى)
(كَأَنَّهَا لم تكن يَوْمًا لبيض مهى ... مرا تعاقد خلت فِيهِنَّ من هاد)
(وَلم تحل مغانيها بغانية ... تغنى اذا ماردى من بدرها رادى)
(وَلَا عطا نبتها ريح وَلَا طلعت ... بهَا بَدو ردجى فى برج مصطاد)
(وَلَا تثنت بهَا لمياء ساحبة ... ذيل النَّعيم دلالا بَين انداد)
(فارقتها وكأنى لم أظل بهَا ... فى ظلّ عَيْش يجلى عذر حساد)
(أجنى قطوف فكاهات محاضرة ... طورا وطورا أناغى ربة الهادى)
(هيفاء يزرى اذا ماست تمايلها ... بأملد من غصون البان مياد)
(بِجَانِب الْجيد يهوى القرط مرتعدا ... مهواه جد سحيق فَوق أكتاد)
(شفاهها بَين حق الدّرّ قد خزنت ... ذخيرة الْفَحْل ممزوجا بهَا الجادى)
(اذا نضت عَن محياها النقاب صبا ... مستهترا كل سجاد وَعباد)
(وان تجلت فَفِيمَا قد جلته دجى ... لنابه فى الدآدى أَيّمَا هادى)
(وميض برق ثناياها اذا ابتسمت ... يُعَارض الدمع من مهجورها حادى)