(رَأينَا بك الشّعْر فَوق الثريا ... فَلم يدننا مِنْهُ وزن وزحف)
(وأرصدت مِنْهُ عَلَيْهَا شهابا ... فَلم يستقم للشياطين خطف)
(وَلَو أدْركْت عين فكرى ثراه ... فهيهات مِنْهَا وللدهر عنف)
(وَلَو ساجلتنا حروب لَدَيْهِ ... وَلَكِن علينا اذا رق ضعف)
(ولولاك مَا فهت بالشعر كلا ... وَلَا كَانَ قلبى الى النّظم يهفو)
(ولكننى قد شممت ابتصارا ... بعلياك انى لعلياك حلف)
(يناجيك قلبى فتجلود جاه ... وللخطب بالبيض ان يدج كشف)
(ولاحت بفكرى معانيك بيضًا ... كَمَا لَاحَ للبرق فى اللَّيْل سجف)
(أمولاى مالان للدهر عطف ... أما آن مِنْهُ على الْمجد عطف)
(وَقبل تمنى ذووا الْفضل مِنْهُ ... جنونا فَقَالُوا عَسى الدَّهْر يصفو)
(أَبى الْعدْل وزنا وَأولى صروفا ... ولى مِنْهُ صدع وَمنع وَصرف)
(وذنبى لَدَيْهِ لِسَان قؤل ... وَأما ضميرى فوَاللَّه عف)
(وأشنا من الدَّهْر أهلوه غدرا ... ندير هَوَاهُ وفى الْخَبَر حتف)
(فكم من مشير على الْحبّ يعْصى ... وَكم من قَبِيح على الْحسن يجفو)
(فَمَعْنَى صديق عَدو مداج ... وَمعنى رَفِيق حنين وخف)
(وَمعنى كَبِير دنئ وَكبر ... ففى المَاء است وفى الاوج أنف)
(وَمعنى عَظِيم طويس بغاء ... لَهُ اذ يرى الا يرغشى ونزف)
(وَمعنى عليم جواد وطى ... وتيس لَدَيْهِ كتاب وَعرف)
(سقى الله عصرا تسنمت فِيهِ ... نُجُوم الامانى بِوَطْء يخف)
(وليلا تمتعت فِيهِ بصحب ... كصبح لَهَا اللطف وَالْمجد ظرف)
(وحور وَعين ودهر معِين ... بِنَجْم وَبدر وشمس تزف)
(زمَان كَمَا شِئْت طلق الْمحيا ... وريعان عمر على الصفو وقف)
(فعوضت عَن أنسه وَحْشَة ... فَمَا تنتهى بجوى وَلَا يكف)
(فرعيا وسقيا لَهُ من زمَان ... تبكيه عينى دمالا يجِف)
(فيا حسرتى هَل لماضيه عود ... وَيَا لهف قلبى وَلم يجد لهف)
(مضى فابق لى عَنهُ دهرا وفيا ... وَمولى صفيا يفْدِيه ألف)
(اماما على النثر وَالنّظم برا ... وبحرا لنا من أياديه غرف)