للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(وَدم تكس شعرى بمدحك حليا ... وان أجن ذَنبا فَلَا زلت تَعْفُو)

(وَلَا زلت تَغْدُو بديع الْمعَانى ... بَيَانا وَيَغْدُو لَهَا مِنْك لطف)

وَذكره البديعى فى ذكرى حبيب وَقَالَ فى وَصفه كَاتب كَأَنَّمَا اقتبس نَفسه من مقل الغوانى وشاعر كَلِمَاته أوقع فى الاسماع من ايقاع المثالث والمثانى بِأَلْفَاظ كأيام الشَّبَاب وَمَعَان كمذاكرة الاحباب وَلم يزل الى أَن أثخته سِهَام المنيه قَائِلا تَحت ظلال الدوحة الاكشمية وَقد ابتدع فى هَذَا الْبَاب من النَّوَادِر مَا اسْتوْجبَ ان يكون لَهُ قَول الشَّاعِر

(وَكنت فَتى من جند ابليس فارتمت ... بى الْحَال حَتَّى صَار ابليس من جندى)

ثمَّ أنْشد لَهُ من شعره الزاهى قَوْله من قصيدة

(اليك بعثت الرّوح رقاء تصدح ... لتعرب متن الشوق عَنى وتشرح)

(رمانى النَّوَى والبعد عَنْكُم بأسهم ... لَهَا كل أعضائى قُلُوب تشرح)

(بعينى ظما للبارد العذب قربكم ... وانسانها فى مُطلق الدمع يسبح)

(فان تَكُ عَن عينى القريحة نَائِيا ... فَأَنت بروض الْفِكر وَالْقلب تمرح)

(سقى الله وَدَار بِعْهُ سفح مهجتى ... وعهدا على حقيه أَمْسَى وَأصْبح)

(وَحيا ادكاراً بِالصديقِ وان يكن ... بِسيف تنائيه دم الْقلب يسفح)

(لَئِن صرف الاحباب وَجه ودادهم ... فَوجه ودادى عَنْهُم لَيْسَ يبرح)

(وان جنحوا للحرب عزا وجفوة ... فلست لغير الذل وَالسّلم أجنح)

(وان سمحوا لى باللقا فبتر بهم ... لغير جفونى حُرْمَة لست أَمسَح)

(وان غضبوا صالحتهم وخضعت فى ... رضاهم فان الْكبر بالحب يقْدَح)

(يذموننى والذنب هم ومحبتى ... على أننى لَا أَبْرَح الدَّهْر أمدح)

(ففى الْقرب والابعاد نشر تَحِيَّة ... تحفهم من روض قلبى وتمنح)

وَمن // جيد شعره // قَوْله

(نظرت إِلَيْهَا ثمَّ للشمس فى الضُّحَى ... ليظْهر وَجه الْفرق فى الْوَجْه وَالْفرق)

(فلاحت كَمَا يَبْدُو سواهَا لمن رأى ... سناها وهمت بِالرُّجُوعِ الى الشرق)

(تأثر مِنْهَا وَجههَا مثل مَا بهَا ... تأثر وَجه السافرين على الطّرق)

وَقَوله فى الْغَزل

(أجل الله اعطاف الحبيب ... وأينع قامة الْغُصْن الرطيب)

<<  <  ج: ص:  >  >>