(دع الدَّهْر يفعل كَيفَ شَاءَ فقلما ... يروم امْرُؤ شَيْئا وَلَيْسَ يواصله)
(وَمَا الدَّهْر الا قلب فى أُمُوره ... فَلَا يغترر فى الْحَالَتَيْنِ معامله)
(وَيَا طالما طَابَ الزَّمَان لواجد ... فسر وَقد ساءت لَدَيْهِ أَوَائِله)
(سقى ورعى الله الْحجاز وَأَهله ... ملثا تعم الارض سقيا هُوَ اطله)
(فان بِهِ دارى وَدَار عزيزة ... على وَمهما أشغل الْقلب شاغله)
(وَلَكِن لى شوقا الى خلتى الَّتِى ... مَتى ذكرت للقلب هَاجَتْ بِلَا بله)
(أَبيت ولى مِنْهَا حنين كأننى ... طريح طعان قد أُصِيبَت مقاتله)
(هوى لَك مَا أَلْقَاهُ يَا عذبة اللمى ... والا فصعب مَا أَنا الْيَوْم حامله)
(أكابد فِيك الشوق والشوق قاتلى ... وأسأل عَمَّن لم يجب من يسائله)
(تقى الله فى قتل امْرِئ طَال سقمه ... والا فان الهجر لَا شكّ قَاتله)
(صليه فقد طَال الصدود فقلما ... يعِيش امْرُؤ والصد مِمَّن يقاتله)
(حَزِين لما يلقاه فِيك من الجوى ... فها هُوَ مضنى مدنف الْجِسْم ناحله)
(بلَى ان يكن لى من على وعزمه ... معِين فانى كلما شِئْت نائله)
فَرَاجعه عَنْهَا بقوله
(اليك فقلبى لَا تقر بلابله ... اذا مَا شدت فَوق الغصون بلابله)
(تهيج لى ذكرى حبيب مفارق ... زر ود وخروى والعقيق مَنَازِله)
(سقاهن صوب الدمع منى ووبله ... منَازِل لَا صوب الْغَمَام ووابله)
(يحل بهَا من لَا أصرح باسمه ... غزال على بعد المزارا غازله)
(تقسمه لِلْحسنِ عبل ودقة ... فرن وشاحاه وَصمت خلاخله)
(وَمَا أَنا بالناسى ليالى بالحمى ... تقضت وَورد الْعَيْش صفو مناهله)
(ليالى لَا ظبى الصريم مصارم ... وَلَا ضَاقَ ذرعا بالصدود مواصله)
(وَكم عاذل قلبى وَقد لج فى الْهوى ... وَمَا عَادل فى شرعة الْحبّ عاذله)
(يلوموه جهلا بالغرام وانما ... لَهُ وَعَلِيهِ بره وغوائله)
(فَللَّه قلب قد تَمَادى صبَابَة ... على اللوم لَا تنفك تغلى مراجله)
(وبالحلة الفيحاء من أبرق الْحمى ... رداح حماها من قِنَا الْخط ذابله)
(تميس كَمَا مَاس الردينى مائدا ... وتهتز عجبا مثل مَا اهتز عَامله)
(مهفهفة الكشحين طاوية الحشا ... فَمَا مائد الْغُصْن الرطيب ومائله)