وَقَوله
(كَانَ الدَّهْر فى خفض الاعالى ... وفى رفع الاسافلة اللئام)
(فَقِيه عِنْده الاخبار صحت ... بتفضيل السُّجُود على الْقيام)
يُشِير الى أَن كَثْرَة السُّجُود أفضل من الْقيام بِنَاء على مَذْهَب الْحَنَابِلَة وَكَانَت وَفَاته بِمصْر بعد نصف لَيْلَة الْجُمُعَة تَاسِع عشر ذى الْحجَّة سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَألف
السَّيِّد مُحَمَّد يحيى بن الامير أَحْمد نظام الدّين بن مَعْصُوم الحسينى أَخُو السَّيِّد على صَاحب السلافة قَالَ أَخُوهُ فى وَصفه أخى وشقيقى وَابْن أَبى وصديقى وَمن لَا أرى غَيره بى أَحَق اذا حصحص الْحق لَا كَمَا قَالَ مهيار
(سَأَلتك بالمودة يَا ابْن ودى ... فانك بى من ابْن أَبى أَحَق)
ماجد ثبتَتْ فى الْمجد وثائقه وفاضل تشبثت بِالْفَضْلِ علائقه أحرز من الادب النَّصِيب الاوفر وَتمسك مِنْهُ بِمَا أخجل طيب نشره بالمسك الاذفر الى دماثة شيم واخلاق مَا شان قشيب أبرادها اخلاق وَصدق صداقة وَصفا وَحسن مَوَدَّة ووفا أبرم بهما عقد اخائه وهب بذكائهما نسيم رخائه وَله شعر تَأْخُذ بِمَجَامِع الْقُلُوب طرائقه وَيملك مسامع أولى الاشواق شائقه ورائقه فَمِنْهُ قَوْله
(تذكرت أَيَّام الحجيج فأسبلت ... جفونى بِمَاء واستجد بى الوجد)
(وأيامنا بالمشعرين الَّتِى مَضَت ... وبالخيف اذ حادى الركاب بِنَا يَحْدُو)
وَقَوله مُخَاطبا لى
(وَمَا شوق مقصوص الجناحين مقْعد ... على الضيم لم يقْعد عَن الطيران)
(بِأَكْثَرَ من شوقى اليك وانما ... رمانى بِهَذَا الْبعد مِنْك زمانى)
وَقَوله أَيْضا
(أَلا لاسقى الله البعاد وجوره ... فان قَلِيلا مِنْهُ عَنْك خطير)
(وَوَاللَّه لَو كَانَ التباعد سَاعَة ... وَأَنت بعيدانه لكثير)
وَقَوله أَيْضا
(أَلا يَا زَمَانا طَال فِيهِ تباعدى ... أما رَحْمَة تَدْنُو بهَا وتجود)
(لألقى الذى فَارَقت انسى اذ نأى ... فها أَنا مسلوب الْفُؤَاد فريد)
وَكتب الى مادحا وعَلى فنن البلاغة صادحا وَذكر لَهُ قصيدة انتخبت مِنْهَا هَذَا الْمِقْدَار ومطلعها
(أفق أيهذا الْقلب عَمَّا تحاوله ... فانك مهما زِدْت زَاد تَشَاغُله)