السَّيِّد مُحَمَّد بن عبد الْحُسَيْن بن ابراهيم المكنى بأبى عبد الله بن أَبى شَبابَة الحسينى البحرانى أديب الْبَحْرين ومنطيقها والمطلع نفائس درها وجوهرها ذكره ابْن مَعْصُوم فَقَالَ فى وَصفه علم الْفضل ومناره ومقبس الادب ومستناره فرع دوحة الشّرف الناضر الْمقر بسمو قدره كل مناضل ومناظر أَضَاءَت أنوار مجده مآثرا ومناقباً
(كالبدر من حَيْثُ الْتفت رَأَيْته ... يهدى الى عَيْنَيْك نورا ثاقباً)
وَكَانَ قد نسل الْهِنْد فَاجْتمع بالوالد ومدحه بمدائح وقابله من الاكرام بِمَا استوجبه واستحقه وَذكره عِنْد مَوْلَانَا السُّلْطَان فَعرف لَهُ حَقه ثمَّ رَحل الى ديار الْعَجم وَأقَام بأصفهان الى ان مَاتَ ثمَّ أورد لَهُ هَذِه القصيدة مدح بهَا وَالِده النظام ومستهلها
(أرى علما مَا زَالَ يخْفق بالنصر ... بِهِ فَوق أوج الْمجد تعلو يَد الْفَخر)
(مضى الْعُمر لَا دنيا بلغت بهَا المنى ... وَلَا عمل أَرْجُو بِهِ الْفَوْز فى الْحَشْر)
(وَلَا كسب علم فى الْقِيَامَة شَافِع ... وَلَا ظَفرت كفى بمغن من الوفر)
(وأصبحت بعد الدَّرْس فى الْهِنْد تَاجِرًا ... وان لم أفز مِنْهَا بفائدة التَّجر)
(طويت دواوين الْفَضَائِل والتقى ... وصرت الى طى الامانى والنشر)
(وسودت بالاوزار بيض صحائفى ... وبيضت سود الشّعْر فى طلب الصفر)
(وبعت نَفِيس الدّين والعمر صَفْقَة ... فيا لَيْت شعرى مَا الذى بهما أشرى)
(اذا جننى اللَّيْل البهيم تَفَجَّرَتْ ... على عُيُون الْهم فِيهِ الى الْفجْر)
(تَفَرَّقت الاهواء منى فبعضها ... بشيراز دَار الْعلم وَالْبَعْض فى الْفِكر)
(وبالبصرة الفيحاء بعض وَبَعضهَا القوى بِبَيْت الله والركن وَالْحجر)
(فَمَا لى وللهند الَّتِى مذ دَخَلتهَا ... محت رسم طاعتى سيول من الْوزر)
(وَلَو أَن جِبْرَائِيل رام سكونها ... لَا عَجزه فِيهَا الْبَقَاء على الطُّهْر)
(لَئِن صيد أَصْحَاب الحجا بشباكها ... فقد تَأْخُذ الْعقل الْمَقَادِير بالقهر)
(وَقد تذْهب الْعقل المطامع ثمَّ لَا ... يعود وَقد عَادَتْ لميس الى العتر)
هَذَا تلميح الى الْمثل الْمَشْهُور وَهُوَ قَوْلهم عَادَتْ الى عترها لميس أى رجعت الى أَصْلهَا والعتر بِكَسْر الْمُهْملَة وَسُكُون الْمُثَنَّاة من فَوق الاصل يضْرب لمن رَجَعَ الى خلق كَانَ قد تَركه وَلَيْسَ هُوَ الْمثل بِعَيْنِه حَتَّى يعْتَرض بِأَن الامثال لَا تغير
(مَضَت فى حروب الدَّهْر غَايَة قوتى ... فَأَصْبَحت ذَا ضعف عَن الْكر والفر)