(الام بِأَرْض الْهِنْد أذهب لذتى ... ونضرة عَيْش فى محاولة النَّضر)
(وَقد قنعت نفسى بأوبة غَائِب ... الى أَهله يَوْمًا وَلَو بيد صفر)
(اذا لم تكن فى الْهِنْد أَضْعَاف نعْمَة ... ففى هجر أحظى بصنف من التَّمْر)
(على أَن لي فِيهَا حماة عهدتهم ... بناة الْمَعَالِي بالمثقة السمر)
(إِذا مَا أصَاب الدَّهْر أكناف عزهم ... رَأَيْت لَهُم غارات تغلب فِي بكر)
(ولى وَالِد فِيهَا اذا مَا رَأَيْته ... رَأَيْت بِهِ الخنساء تبكى على صَخْر)
(ولكننى أنسيت فى الْهِنْد ذكرهم ... باحسان من يسلى عَن الْوَالِد الْبر)
(اذا ذعرتنى فى الزَّمَان صروفه ... وجدت لَدَيْهِ الا من من ذَلِك الذعر)
(وفى بَيته فى كل يَوْم وَلَيْلَة ... أرى الْعِيد مَقْرُونا الى لَيْلَة الْقدر)
(وَلَا يدْرك المطرى نِهَايَة مدحه ... وَلَو أَنه قد مد من عمر النسْر)
(وفى كل مضمار لَدَى كل غَايَة ... من الشّرف الاوفى لَهُ سَابق يجرى)
(اذا مَا بَدَت فى أول الصُّبْح نقمة ... ترى فَرحا قد جَاءَ فى آخر الْعَصْر)
(فَقل لى أَبيت اللَّعْن ان عَن مفظع ... أأصبر أم أحتاج للاوجه الغر)
(اذا لَا علت فى الْمجد أَقْدَام همتى ... وَلَو كَانَ شعرى فِيك من أنفس الشّعْر)
(وانى لأرجو من جميلك عَزمَة ... تبلغنى الاوطان فى آخر الْعُمر)
(تقر عيُونا بالعراق سخينة ... وتبرد أكبادا أحر من الْجَمْر)
(وتونس أطفالا صغَارًا تَركتهم ... لفرقتهم مَا زَالَ دمعى كالقطر)
(وعيشى بهم قد كَانَ حلوا وبعدهم ... وجدت لذيذ الْعَيْش كالعلقم المر)
(اذا مَا رأونى مُقبلا ورأيتهم ... نقُول أيوم القر أم لَيْلَة النَّفر)
(وَمَا زلت مشتاقا اليهم وعاجزا ... كَمَا اشتاق مقصوص الْجنَاح الى الوكر)
(ولكنما حسبى وجودك سالما ... وَلَو أننى أَصبَحت فى بلد قفر)
(فَمن كَانَ مَوْصُولا بِحَبل ولائكم ... فَلَيْسَ بمحتاج الى صلَة الْبر)
وَقَوله على لِسَان أهل الْحَال وَقد أَجَاد
(لعمرى لقد ضل الدَّلِيل عَن الْقَصْد ... وَمَا لَاحَ لى برق يدل على نجد)
(فَبت بلَيْل لَا ينَام ومهجة ... تقلب فى نَار من الْهم والوجد)
(وَقلت عَسى أَن أهتدى لسبيلها ... بنفحة طيب من عرار وَمن رند)
(فَلَمَّا أتيت الدَّيْر أَبْصرت رَاهِبًا ... بِهِ ثمل من خمرة الْحبّ والود)