صَادِق اللهجة والمحبة والنصح وَكَانَ مَعَ ذَلِك كثير الانبساط حُلْو النادرة وَفِيه دعابة زَائِدَة وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ من كملة الرِّجَال أَخذ عَن النُّور الزيادى وَالشَّمْس مُحَمَّد الخفاجى وَالشَّيْخ مُحَمَّد الوسيمى والصفى الْعُزَّى وَالشَّيْخ طه المالكى وَالشَّمْس مُحَمَّد الدمراوى والسراج ابْن الجائى وأبى النجا السنهورى والشهاب أَحْمد بن خَلِيل السبكى وَقَرَأَ بالروايات على شحاذة الْيُمْنَى المقرى وَأخذ عُلُوم الْعَرَبيَّة عَن أَبى بكر الشنوانى واشتغل بالفقه على عَلامَة عصره على بن غَانِم المقدسى وَغَيرهم وفَاق أهل زَمَانه فى الْفضل وَذكره عبد الْبر الفيومى فى المنتزه فَقَالَ فى وَصفه عَالم نشر ألوية فَضله الزهية فتلقاها بِالْيَمِينِ كل فَاضل رام دقائق الْعَرَبيَّة رَقِيق الطباع دَقِيق الْفِكر بِلَا دفاع علمه متين وعقله رصين وأدبه باهر وشعره زَاهِر لَزِمت درسه وَشهِدت فَضله وأنسه وَألف صنف وزين الاوراق ورصف فحشى المغنى بحاشية لكل طَالب تغنى وَله كتابات أخر مِنْهَا حَاشِيَة على شرح الْقَوَاعِد الهشامية للشَّيْخ خَالِد اختصرها من حَاشِيَة شَيْخه الشنوانى وَله بديعية مطْلعهَا
(هجرى على ولى وصل بأحيانى ... أماتنى الهجر جَاءَ الْوَصْل أحيانى)
قلت وَله شعر رَقِيق مِنْهُ قَوْله من قصيدة مدح بهَا شيخ الاسلام يحيى بن زَكَرِيَّا لما كَانَ قَاضِيا بِمصْر ومطلعها
(أوجوه غيد أم حسان ربوع ... وعيون آرام تزيد ولوعى)
(أم نشر زهر ضَاعَ فَامْتَلَأَ الربى ... عطرا عبيرا أم رياض ربيع)
(وَالْمَاء قد صقل النسيم متونه ... أم فى جِدَار لَهُ متون دروع)
(والطل قد زَان الشَّقِيق بلؤلؤ ... أم وجنة مطلولة بدموع)
(والقضب من لطف النسيم تمايلت ... خجلا فأبدت ذلنى وخضوعى)
(والبدر أشرق فى ثنيات الدجا ... سحرًا وَبرد اللَّيْل فى توشيع)
(سفر اللثام فلاح فى وجناته ... ورد الخد فحار فِيهِ بديعى)
(ساجى اللواحظ فاتك بجفونه ... ذُو خبْرَة فى صَنْعَة التقطيع)
(مَا تمّ مسك عذاره فى خَدّه ... الا ليظْهر عذر كل خليع)
(والثغر قد حَاز العذيب وبارقا ... وجواهرا للدر فَغير مضيع)
(يَا قلب خل هوى الحسان وخلننى ... من ذكر أحباب وَذكر ربوع)
(واقطع أقاويل الوشاة فقطعها ... سَبَب لوصلة حبلنا الْمَقْطُوع)