(واجنح الى ظلّ الجناب المرتجى ... قاضى الْقُضَاة الامجد الْمَرْفُوع)
(يحيى الذى يحيي الْوُجُود بجوده ... سحت يَدَاهُ بسيحا المهموع)
(يعْطى مؤمله بِغَيْر شَفَاعَة ... مَا رامه من نائل مشفوع)
(مذ شاع فى مصر السَّعَادَة عدله ... دَامَت لَهُ الاحكام بالتوقيع)
(حلف الزَّمَان ليَأْتِيَن بِمثلِهِ ... حنثت يَمِين حَدِيثه الْمَوْضُوع)
(كفر يَمِينك يَا زمَان وَلَا تعد ... لَيْسَ الشريف الْجد مثل وضيع)
مِنْهَا
(يَا من رَجَوْت وَقد أمنت بجاهه ... من كل خطب للزمان فظيع)
(وَوضعت عَن كتفى السُّؤَال لغيره ... وَالْمَوْت أطيب من سُؤال وضيع)
(ورجوته بالشعر لما خصنى ... مِنْهُ جميل اللطف عَم جميعى)
(اسْمَع بمذهبها البديع وهاكها ... تختال بالتهذيب والترصيع)
(قصرت خطاها عَن سواك وَأَقْبَلت ... تمشى الى علياك شى سريع)
(فاقبل وزدنى فى العطا مَا غربت ... شمس النَّهَار وأشرقت بِطُلُوع)
(لَا زلت ممدوح الْخِصَال جَمِيعهَا ... مَا نَار وجد أضرمت بضلوع)
وَكَانَت وَفَاته بِمصْر يَوْم الاحد تَاسِع عشر شَوَّال سنة سبع عشرَة بعد الالف
مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْجمال مُحَمَّد بن الشهَاب أَحْمد بن أَحْمد البونى المكى المالكى الاديب الزكن الماهر قدم جده من الْمغرب وَهُوَ فَقير جدا فقطن الْحجاز وترقى ابْنه بِخِدْمَة الشريف بَرَكَات بن أَبى نمى صَاحب مَكَّة وَكَانَ فِيهِ خير ونفع وقف فى مرض مَوته على البيمارستان المكى بعض الاماكن وَخَلفه ابْنه فى الترقى وَله أَخُوهُ وَكَانَ مُحَمَّد هَذَا على مَذْهَب آبَائِهِ وَكَانَ كَاتبا شَاعِر ولد بِمَكَّة وَبهَا نَشأ وَحفظ أشعار الْعَرَب ونافس أقرانه فى عُلُوم الادب وَله أشعار حسان مِنْهَا قَوْله مجيبا للبرهان ابراهيم المهتار عَن قصيدة خمرية نظمها وأرسلها اليه لبعارضها ومطلعها
(دع الْوُقُوف على الاطلال والنجب ... وَلَا تعرج على مجهولها الخرب)
فعارضها بقوله
(مَا دَامَ كأس الحميا باسم الشنب ... فَترك لثمى لَهُ من قلَّة الادب)
(فاستجلها بنت كرم مَعَ ذوى كرم ... من كف سَاق بِبرد الْحسن محتجب)
(كالبدر يسْعَى بشمس الراح فى يَده ... فاعجب لبدر سعى بالشمس للهب)