للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(شرفت بك الايام حَتَّى أَنَّهَا ... ودت تراك الماضيات الاعصر)

(وأتى الزَّمَان اليك عبدا طَائِعا ... يصغى لما تنهاه عَنهُ وتأمر)

(وَقد اقتصرت على مديح جنابكم ... اذ مدح خير الْخلق فِيكُم أكبر)

(فى قَوْله الْعلمَاء وَرَثَة قد كفى ... الصَّادِق المصدوق فِيمَا يخبر)

(واذا أردْت بِأَن أصوغ مدائحا ... فِيكُم فانى مَا حييت مقصر)

(من أجل هَذَا قَالَ قبلى من مضى ... بَيْتا وَذَاكَ الْبَيْت فِيكُم أشهر)

(وعَلى تفنن واصفيه بحسنه ... يفنى الزَّمَان وَفِيه مَالا يحصر)

(فاليك يَا مولاى صغت دراريا ... تهدى اليك وَأَيْنَ مِنْهَا الْجَوْهَر)

(ضمنتها أوصافك الغر الَّتِى ... مَا شامها الثَّقَلَان الا كبروا)

(لَا ترتجى الا الْقبُول اجازة ... واجازة الشُّعَرَاء أَبيض أصفر) ٥ وَكَانَت وِلَادَته فى شعْبَان سنة أَرْبَعِينَ وَألف وَتوفى بِالْمَدِينَةِ فى شهر رَمَضَان سنة ثَلَاث وَثَمَانِينَ وَألف وَدفن بِالبَقِيعِ رَحمَه الله تَعَالَى

مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم بن مُحَمَّد قاضى الْعَسْكَر بن الْمُفْتى عبد الرَّحِيم الْمُقدم ذكره صدر الرّوم ورئيسها وواحدها فى الْفضل والمعرفة وَكَانَ فَاضلا كَامِلا مطلعا على الاشعار الْعَرَبيَّة مائلا اليها أديبا لَهُ طبيعة مطيعة وفطنة قويمة صَاحب همة وجاه عريض صَاحب رابطة متقنة جوالا بِالْحَقِّ بَرِيئًا من الرِّيَاء والمداهنة صافى المشرب حسن الشكل جَريا فى الْكَلَام حكى لى بعض الاخوان من الروميين انه ذكر عِنْد المترجم ثَلَاثَة من الْقُضَاة الْكِبَار فى زَمَانه كَانُوا معروفين بالجور وَتَنَاول الرِّشْوَة فَقَالَ ان ولانى الله تَعَالَى أَمرهم صلبت مِنْهُم فلَانا فى مَكَان كَذَا وَفُلَانًا فى محلّة الْيَهُود وَفُلَانًا فى محلّة النَّصَارَى فَبلغ أحدهم مَا قَالَه فَذهب اليه يستفسر مِنْهُ فى زى متعتب فَقَالَ لَهُ كَيفَ سَمِعت مقالتى قَالَ بلغنى أَنَّك قلت ان وليت حكمه صلبته فى محلّة النَّصَارَى قَالَ انما قلت عَنْك أصلبه فى محلّة الْيَهُود لَان شهرتك بالجور فَوق ذَيْنك الشخصين وَله من هَذَا الْقَبِيل أَشْيَاء أخر وَهُوَ أحد من أَخذ عَن أَبِيه الْعُلُوم ولازم من الْمُفْتى أَبى سعيد وسافر فى خدمَة وَالِده الى يكى شهر لما ولى قضاءها ثمَّ درس بمدارس قسطنطينية الى أَن وصل الى مدرسة وَالِدَة السُّلْطَان مُرَاد فاتح بَغْدَاد وَولى مِنْهَا قَضَاء الغلطة وَكَانَ وَالِده اذ ذَاك مفتيا فَعظم شَأْنه وراجعته النَّاس فى مهماتهم وَلما عزل أَبوهُ عَن الْفَتْوَى أَمر بِالْحَجِّ فَكَانَ مَعَه وَأعْطى رُتْبَة قَضَاء

<<  <  ج: ص:  >  >>