(قد سدت فضلا وشدت كل علا ... وَقد شددت الْقُلُوب بالود)
وَله غير ذَلِك وَكَانَت وَفَاته بِمَدِينَة صيدا فى سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين وَألف وصيدا مَعْرُوفَة وهى مَدِينَة بساحل الْبَحْر الرومى بَينهَا وَبَين دمشق سِتَّة وَثَلَاثُونَ ميلًا سميت بصيدون بن صدفا بن كنعان بن حام بن نوح النبى عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ أول من عمرها وسكنها وَقَالَ فى الرَّوْض المعطار سميت بِامْرَأَة وَقِيَاس النِّسْبَة اليها صيداوى بِفَتْح الصَّاد الْمُهْملَة كَمَا هى مَفْتُوحَة فى الْمُفْرد والعامة تكسرها فَكَسرهَا من غلط الْعَوام
مُحَمَّد حجازى بن عبد الْقَادِر بن مُحَمَّد الشهير بِابْن قضيب البان الحلبى الحنفى نقيب حلب كَانَ عَالما فَاضلا جسورا كثير الْعرْفَان فصيح اللِّسَان فى اللُّغَات الْعَرَبيَّة والفارسية والتركيه وَكَانَ ذَا همة عالية مغبوطه وَيَد لِلْخَيْرَاتِ مبسوطه ولى بعد أَبِيه نقابة الاشراف بحلب مُدَّة وقصدته النَّاس فى الْمُهِمَّات ثمَّ سلك طَرِيق الموالى وَوجه اليه قَضَاء أرِيحَا على طَرِيق التَّأْبِيد وَأعْطى رُتْبَة الْقُدس وَرَأس فى حلب وَكَانَ ينظم الشّعْر وشعره لَا بَأْس بِهِ فَمن ذَلِك من قصيدة يمدح بهَا البهائى الْمُفْتى الْمُقدم ذكره لما كَانَ قَاضِيا بحلب ومستهلها
(أَلا منجدا فى أَرض نجد من الوجد ... فَمَا عِنْد أهليها سوى لوعة تجدى)
(وقفت بهَا مستأنسا بظبائها ... كَمَا يأنس الصب المتيم بالوجد)
(أسائل عَمَّن حل بالجزع والحمى ... وَأنْشد عَمَّن جَازَ بالاجرع الْفَرد)
(خليلى ان الصَّدْر ضَاقَ عَن الجوى ... فَلَا تَعَجبا من طفرة النَّار فى الزند)
(قفى الْجِسْم من سعدى جروح من الاسى ... وفى الْقلب من أجفانها كل مَا عدى)
(بثغر يزِيد الوقد من خمرة اللمى ... وصدغ يثير الوجد من جَمْرَة الوجد)
(تقرب لى باللحظ مَا عز دركه ... وتنفر عمدا كى تصاد على عمد)
(تلاعب فى عقل الفحول بطرفها ... ملاعبة الاطفال من غرَّة المهد)
(رمت مهجتى أهدابها عَن تعمد ... نبالا فزادت من توقدها وقدى)
(دَنَوْت اليها وهى لم تدر مَا الْهوى ... وَمَا علمت مَا حل بى من هوى نجد)
(فَقلت أمالى من رضابك رشفة ... معللة أروى بهَا غلَّة الوجد)
(وَهل للتدانى سَاعَة أستمدها ... وأبذل فى انجاز وصلتها جهدى)
(فَقَالَت أما يَكْفِيك وعدى تعلة ... لقلبك فاقنع يَا أَخا الود بالوعد)