للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

(كلما أزمع الْفُؤَاد سلوا ... ذكرتنى وهنانة هيفاء)

(ذَات قد كَأَنَّهُ غُصْن بَان ... جللته غمامة سَوْدَاء)

(وعيون فواتر ساجيات ... رسل الْمَوْت بَينهَا كمناء)

(قائلات لمن تمنى لقاها ... لابقاء مَعَ اللقا لابقاء)

(وقدود بميلها تتثنى ... ظاميات أكفالهن رواء)

(يطْمع الصب لينها فى لقاها ... وهى للصب صَخْرَة صماء)

(لم أنلها بِالْعينِ الا اختلاسا ... رد عينى عَن الصِّفَات الضياء)

(وعدانى عَن ازديارى حماها ... رقباها وصدها الرقباء)

(فترانى أَهْوى الْمَمَات طماعا ... لازديارى مِنْهَا وَبئسَ الرَّجَاء)

(أَو أَرْجَى يَوْم النشور لقاها ... وَكثير من الرَّجَاء هباء)

(انما الْحبّ ذلة وغرور ... وسقام يكل عَنهُ الدَّوَاء)

وَقَوله أَيْضا

(سمحت بوصل المستهام العاشق ... هيفاء خصت بالجمال الْفَائِق)

(بَيْضَاء صامتة الموشح طفلة ... تزرى الْقَضِيب بلين قد باسق)

(من بعد مَا شحت بِطيب وصالها ... نحوى ومل تسمح بطيف طَارق)

(وافت وثوب اللَّيْل أسود حالك ... فى جسم عاشقها وزى السَّارِق)

(باتت ذوائبها الحسان قلائدى ... وموسدى نعم الذِّرَاع الرَّائِق)

(نشكو الجوى ونبث سر غرامنا ... فى غَفلَة الرقبا ونوم الرامق)

(لله من وصل هُنَالك نلته ... فى جنح ليل غيهبى غَاسِق)

(فى لَيْلَة ظلما كَأَن نجومها ... فى لج بَحر أوثقت بوثائق)

(من شادن غنج أغن مهفهف ... أحوى الْعُيُون بديع صنع الْخَالِق)

(ملك الْفُؤَاد بدله ودلاله ... فجوانحى كجناح طير خافق)

(تالله لَا أنساه لَيْلَة قَالَ لى ... لَا تنس منى مَحْض ود صَادِق)

(واسأل فُؤَادك عَن فؤادى انه ... ينبيك عَمَّا جن قلب الوامق)

(واليك يَا سبط المكارم حلوة ... عذرا تضوع عنبر اللناشق)

(أَلْقَت اليك زمامها منقادة ... وتبرزت نَحْو اللبيب الحاذق)

(فَاجْعَلْ اجازتها الْجَواب فانه ... طب الْفُؤَاد المستهام العالق)

<<  <  ج: ص:  >  >>