للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وَكَانَت وِلَادَته فى سنة اثنتى عشرَة بعد الالف وَتوفى فى سَابِع عشر شهر ربيع الثانى سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَألف وَدفن بمقبرة بَاب الصَّغِير بِالْقربِ من بِلَال الحبشى رضى الله عَنهُ

مُحَمَّد بن على بن مُحَمَّد بن على بن عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن جمال الدّين بن حسن بن زين العابدين الملقب عَلَاء الدّين الحصنى الاصل الدمشقى الْمَعْرُوف بالحصكفى مفتى الْحَنَفِيَّة بِدِمَشْق وَصَاحب التصانيف الفائقة فى الْفِقْه وَغَيره مِنْهَا شرح تنوير الابصار الْمُسَمّى بالدر الْمُخْتَار وَكَانَ شرع فى كِتَابَة شرح مطول عَلَيْهِ قدره فى عشرَة أسفار كتب مِنْهَا سفرا وَاحِدًا وصل فِيهِ الى بَاب الْوتر والنوافل وَسَماهُ خَزَائِن الاسرار وبدائع الافكار وَله شرح ملتقى الابحر سَمَّاهُ الدّرّ الْمُنْتَقى وَشرح الْمنَار فى الاصول سَمَّاهُ افاضة الانوار وَشرح الْقطر فى النَّحْو ومختصر الْفَتَاوَى الصُّوفِيَّة وَالْجمع بَين فَتَاوَى ابْن نجم جمع التمرتاشى وَجمع ابْن صَاحبهَا وَله تعليقة على صَحِيح البخارى تبلغ نَحْو ثَلَاثِينَ كراسة وعَلى تَفْسِير القاضى البيضاوى من سُورَة الْبَقَرَة وَسورَة الاسراء وَغير ذَلِك من رسائل وتحريرات وَكَانَ عَالما مُحدثا فَقِيها نحويا كثير الْحِفْظ والمرويات طلق اللِّسَان فصيح الْعبارَة جيد التَّقْرِير والتحرير الا أَن علمه أَكثر من عقله ولد بِدِمَشْق وَقَرَأَ على وَالِده وعَلى الامام مُحَمَّد المحاسنى خطيب دمشق الْمُقدم ذكره ولازمه وانتفع بِهِ وَبَلغت محبته لَهُ الى أَن صيره معيد درسه فى البخارى وَأَجَازَهُ اجازة عَامَّة فى شَوَّال سنة اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَألف وارتحل الى الرملة فَأخذ بهَا الْفِقْه على شيخ الْحَنَفِيَّة خير الدّين الرملى ثمَّ دخل الْقُدس وَأخذ بهَا عَن الْفَخر بن زَكَرِيَّاء المقدسى الحنفى السالف الذّكر وَحج فى سنة سبع وَسِتِّينَ وَأخذ بِالْمَدِينَةِ عَن الصفى القشاشى وَكتب لَهُ اجازة مؤرخة بعاشر الْمحرم سنة ثَمَان وَسِتِّينَ وَله مَشَايِخ كَثِيرُونَ مِنْهُم الشَّيْخ مَنْصُور بن على السطوحى نزيل دمشق والاستاذ القطب ايوب الخلوتى وَالشَّيْخ عبد الباقى الحنبلى واشتغل عَلَيْهِ خلق كثير وَأخذُوا عَنهُ وانتفعوا بِهِ أَجلهم شَيخنَا الشَّيْخ اسماعيل بن على الْمدرس بن عبد الباقى الْكَاتِب وَالشَّيْخ عُثْمَان بن حسن بن هدايات وَالشَّيْخ عمر ابْن مصطفى الْوزان وَغَيرهم وحضرته ان بِحَمْد الله تَعَالَى وَهُوَ يقرى تنوير الابصار فى دَاره وَتَفْسِير البيضاوى فى الْمدرسَة التقوية والبخارى فى الْجَامِع الاموى

<<  <  ج: ص:  >  >>