للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

(وَصَحب بجلق خلفتهم ... سواهُم بقلبى لم ينزل)

(وخضت بدمعى مذ فارقوا ... وبالصد منزل قلبى بلَى)

(فَقلت لجارى عيونى قفا ... لذكرى الحبيب مَعَ الْمنزل)

(وفتانة سمتها وَصلهَا ... فأصمت بمنظرها مقتلى)

(بقد ترنحه ذابلا ... وخد بِهِ الْورْد لم يذبل)

(مهاة من الْحور فى ثغرها ... رحيق الْحَيَاة مَعَ السلسل)

(لختم الْجمال بِهِ شامة ... وَكَانَ عَن الْعِشْق فى معزل)

(تحرش طرفى بلحظ لَهَا ... وَكَانَ عَن الْعِشْق فى معزل)

(فآبت بمهجته للحمى ... أَسِير ظبا طرفها الاكحل)

(ومدت شِرَاك دجا شعرهَا ... فصادت لطائر دمعى ولى)

وَقَوله من أُخْرَى مستهلها

(أما آن تقضى لقلبى وَعوده ... ويورق من غُصْن الاحبة عوده)

(فقد شفه دَاء من الصد متْلف ... وَلَيْسَ لَهُ غير السقام يعودهُ)

(وَمَا حَال مشتاق تناءت دياره ... وأحبابه مضنى الْفُؤَاد عميده)

(يراقب من زور النسيم زِيَارَة ... فان جَاءَهُ يذكى الجوى ويزيده)

(حكى النَّجْم بَين السحب يَبْدُو ويختفى ... اذا سَالَ أجفانا وثار وقوده)

(وَلَو كَانَ يسْعَى للزيارة مُمكنا ... لسار وَلَكِن أثقلته قيوده)

وَمن مقاطيعه قَوْله

(جذبت بمغناطيس لحظى خَاله ... فَصَارَ لجفنى نَاظرا وعلاجا)

(ومذ خَافَ من عين المراقب أنبتت ... دموع زفيرى للجفون سياجا)

وقرأت بِخَطِّهِ أنشدنى الامير المنجكى بداره بِدِمَشْق فى سنة خمس وَأَرْبَعين وَألف

(وَلما طارت الآمال شرقا ... وغربا ثمَّ لم أر لى مغيثا)

(بسطت جنَاح ذلى ثمَّ انى ... وقفت بِبَاب عزك مستغيثا)

قَالَ ثمَّ بعد مُدَّة تأملتهما ومعناهما وَقلت مَا أَحَق مثلى بهما وَمَا أحلاهما وَجعلت اذ ذَاك بَيْتَيْنِ من الْوَزْن دون القافية وهما

(وَلما ضَاقَتْ الايام ذرعا ... بأحوالى وَلم أر لى نَصِيرًا)

(شرحت فؤاد آمالى يذل ... وَقمت بِبَاب عزته فَقِيرا)

<<  <  ج: ص:  >  >>