(مبديا من حرارة الْقَهْر مَا لَو ... حلت الْكَوْن لم يكن كنه برد)
(وبدا مغرما هُنَاكَ بشتمى ... آدمى غَدا بهيئة قرد)
(والذى أوجب التخاصم أَنى ... كنت قدما منحته صفو ودى)
(ثمَّ كلت قريحتى عَن مديح ... فاستعارت لَهُ حديقة حمد)
(وَرَآهَا من بعد حول وشهرين بدرج قد كَانَ من قبل عندى ... )
(فَبَدَا مِنْهُ مَا بدا وسقانى ... وتحسى من أكؤس الذَّم دردى)
(وعَلى كل حَالَة سيد الاحكام أَرْجُو وَمَا سواهُ تعدى ... )
وَمِمَّا وقفت عَلَيْهِ أَنا الْفَقِير من شعره هَذِه القصيدة يمدح بهَا النَّجْم مُحَمَّد الحلفاوى خطيب حلب فَقَالَ
(حَيا الحيا حلب العواصم والقلاع الاعصميه ... )
(وَسَقَى معالمها الممنعة المحصنة الْأَبْنِيَة)
(وتداركها بالعناية كل ألطاف خفيه ... )
(بلد تكنفها الحدائق والرياض الاريضيه ... )
(فاحت على أرجائها ... نفحات أزهار زهيه ... )
(وترنحت عرصاتها ... بالرائحات المندلية)
(وتقمصت أبناؤها ... حللا من الزلفى العليه)
(ولمائها وهوائها ... وبنائها أوفى مزيه)
(فاقت على الدُّنْيَا فَوَافَقَ اسْمهَا حلب العديه ... )
(بلد هى الْملك المطاع وكل مملكه رعيه ... )
(زهر النُّجُوم لنجمها السامى الذرى خضعت وليه ... )
(نجم الْهِدَايَة والدراية والاسانيد القويه ... )
(واللوذعى الالمعى ... السَّيِّد الوافى العطيه)
(لما اسْتهلّ نواله الْغمر الذى غمر البريه ... )
(صدحت بلابل روضها ... سحرًا بِأَصْوَات شجيه)
(عقدت بأعناق العفاة شوارد المنن الخفيه ... )
(غرر القلائد والقصائد والعقود الجوهريه ... )
(ضاهى بهَا السَّبع الشداد على مَنَازِله العليه ... )