فَكتب لَهُ
(لَيْسَ الا بِالْقَلْبِ مَا بك يوسى ... من جوى دونه يذيب النفوسا)
(قد سقتك الايام خمرة وجد ... وأدارت من البعاد كؤسا)
(بَعدت عَنْك من تحب وَهَذَا الدَّهْر يُولى الْفَتى نعيما وبوسا ... )
(أَيْن أوقاتك الَّتِى كنت فِيهَا ... لم تبت من رضَا حبيب يؤسا)
(حَيْثُ يسقيك خندر يَا حبيب ... رِيقه العذب يزدرى الخندريا)
(ذُو قوام مَا مَاس فى الرَّوْض الا ... علم الْغُصْن قده أَن يميسا)
(طالما زار فى الدجا وثرياه تحاكى فى الْمغرب الانكيسا)
(غلسا خوف لائم والذى يكتم وصلا يحاول التغليسا ... )
(فسقى عَهده بجلق عهد الدمع من مقلتى وربعا أنيسا ... )
(بَلْدَة مَا ذكرتها قطّ الا ... حرك الشوق من غرامى رسيسا)
(واستهلت مدامعى كالغوادى ... وَغدا الْقلب من جواه وطيسا)
(مُنْذُ فَارَقت أَهلهَا لم يرق لى ... صفو عَيْش وَلَا نديم سؤسا)
مِنْهَا
(من أنَاس زكوا أصولا وَكَانُوا ... من أنَاس نموا وطابوا غروسا)
(نصروا دين بهم بمواض ... كم أذلت جحافلا وخميسا)
(يقف النَّاس هَيْبَة ووقارا ... بحماهم اذا رَأَوْهُمْ جُلُوسًا)
(أذهب الله عَنْهُم الرجس والفحشاء دون الانام والتدنيسا ... )
وَبعد أَن رأى هَذِه القصيدة المنحولة أَخذه مَا أَقَامَهُ وَأَقْعَدَهُ وَملكه مَا أزعجه وأكمده وَلم يبْق أحد الا زَارَهُ واشتكى وحياه وَبكى فَكتب اليه معتذرا
(مَا لمُوسَى الشريف أصبح يبدى ... بعد ذَاك الإقبال هجري وصدي)
(مَا كفى أَنه أَرَادَ لى الكيد مرَارًا وَلم ينل غير وجد ... )
(زار دَار النَّقِيب ذُو الْفضل من أَوْصَافه الغر لَيْسَ تحصى بعد ... )
(ذُو المعالى والمكرمات حجازى ... من غَدا فى الانام من غير ضد)
(سيد جوده لَو اقتسمته ... النَّاس طرا لم تلف طَالب رفد)
(الْجَلِيل الشهير بِابْن قضيب البان لَا زَالَ للورى بدر سعد ... )
(واشتكى عِنْده وذم وَلَكِن ... ذمّ مثلى من مثله لَيْسَ يجدى)
(شاتما مَلأ فِيهِ فى معرض الْهزْل ... وَوَاللَّه لم يرم غير جد)
(مسبلا دمعه كَانَ حبيبا ... بعد قرب مِنْهُ رَمَاه ببعد)