قَالَ وأخبرنى السَّيِّد يحيى الصادقى أَن السَّيِّد مُوسَى انتحل شَيْئا من شعره فَقَالَ يداعبه
(أَقْسَمت بِالسحرِ الْحَلَال وَحُرْمَة الادب الخطير ... )
(ومجالس الانس الَّتِى ... عقدت على عقد السرُور)
(ان كَانَ مُوسَى ذُو الايادى الْبيض والادب الغزير ... )
(لم يرجع الْمَغْصُوب من ... شعرى وَمَا أبدى ضمير)
(لاذيقه مر العتاب لَدَى الكبيرى مَعَ الصَّغِير ... )
(بل وَالْخِصَام لَدَى الْهمام رئيسنا صدر الصُّدُور ... )
(وأصوغ من دُرَر القوافى عقد لوم مستتير ... )
(ينسى أولى الالباب مَا ... فعل الفرزدق مَعَ جرير)
فَأَجَابَهُ بقصيدة طَوِيلَة مِنْهَا قَوْله
(مالى وللقنص الصَّرِيح وهمتى صقر الصقور ... )
(وعصاى طوع يدى تلقف كل سحر مستطير ... )
(ان ألقها انبجست عُيُون الْمجد من صم الصخور ... )
(وَبهَا على الدّرّ الثمين أغوص فى لجج البحور ... )
(ولى الْيَد الْبَيْضَاء بَين الْجمع والجم الْغَفِير ... )
(أسْتَغْفر الرَّحْمَن من ... دَعْوَى تدنس بِالْفُجُورِ)
(هذى قوافى الشّعْر حَاضِرَة لَدَى الْمولى الْكَبِير ... )
(نجل الحسام المستبد ... بِرَأْيهِ اللَّيْث الهصور)
(من شرفت حلب بِهِ ... وعلت على هام النسور)
(ان كَانَ مَا زعموه حَقًا فَهُوَ أدرى بالامور)
وَكتب اليه بعض الظرفاء عَن لسانى قصيدة منحولة وَاقْتضى الامر عدم اخباره بذلك فَأجَاب بقصيدة مِنْهَا
(يَا دير سمْعَان ذكرتنى ... رسومك الدَّرْس الدريسا)
(أودت بسكانك الليالى ... وَلم تدع مِنْهُم أنيسا)
(فَلَا أغبتك غانيات ... وَلَا عدت ربعك الدريسا)
(وَالنَّاس مثل الرَّسُول الا ... اذا حبوا فاخرا نفيسا)