(وَبعد فانه قد جَاءَ مِنْهُ ... كتاب سرنى مِنْهُ الْخطاب)
(بلغت بِهِ من الْفَرح الامانى ... وزايلنى بِرُؤْيَتِهِ اكتئاب)
(وفى بِالدّينِ وَالدُّنْيَا جَمِيعًا ... فَمَا لى غير مَا فِيهِ طلاب)
(وَكَيف وطيه ملك عَظِيم ... يَدُوم فَلَا يخَاف لَهُ ذهَاب)
(هُوَ الذخر الذى من لم يحزه ... ذخائره وان كثرت تُرَاب)
(وَذَاكَ الْعلم أفضل مَا تحلت ... بِهِ نفس وَأفضل مَا يصاب)
(وَقد أهديت مِنْهُ لنا نَصِيبا ... بِهِ منا تطوقت الرّقاب)
(جمعت بِهِ الْمُحَرر من عُلُوم ... جلاها أَهلهَا طابت وطابوا)
(فنلت بِمَا أَنْت عَظِيم فضل ... ومغفرة ويهنيك الثَّوَاب)
(ولابرحت فواضلك اللواتى ... علون بهَا لنا يَعْلُو جناب)
(ودمت مُسلما مالاح فجر ... وفاح عبير نشر يستطاب)
وَلما وَفد القاضى أَحْمد بن صَالح بن أَبى الرِّجَال اليه أَيَّام اقامته فى حَضْرَة الامام الْمُؤَيد بِاللَّه أَخذ عَنهُ علوما كَثِيرَة من جُمْلَتهَا عُلُوم الْقُرْآن وَسَأَلَهُ نظم شئ يكون فِيهِ لَهُ كالضابط المرجوع اليه عِنْد الْحَاجة فَقَالَ النَّاصِر
(سألننى يَا ابْن أَبى الرِّجَال ... يَا ساميا فى رُتْبَة لكَمَال)
(يَا منبع السؤدد والمعالى ... ومعدن الْعلم الشريف العالى)
(وَأَنت فى هَذَا السُّؤَال عندى ... كسائل كَيفَ طَرِيق نجد)
(أهل طَوِيل ذَاك أم قصير ... تلذذا وَهُوَ بهَا خَبِير)
(شرعت فى قَاعِدَة تمهد ... غازلها الْيَاقُوت والزبرجد)
(قد كنت ألفت بهَا المقررا ... ثمَّ اختصرت بعده المحررا)
(فحين مَا استعجلت منى مَا ترى ... فعلتها مسارعا مبادرا)
(وان تكن على الصَّوَاب فَهُوَ من ... افضال مَوْلَانَا الامام المؤتمن)
(فانها قد جمعت فى حَضرته ... ونعمة قد نلتها من دَعوته)
(مَعَ اشتغالى بِكِتَاب التذكره ... وَغَيرهَا بعد الْعشَاء الْآخِرَة)
(وفى النَّهَار لم أجد وقتا يسع ... فاقبل من المهدى اليك مَا جمع)
وَمن هُنَا خرج الى الْمَقْصُود فَقَالَ
(الْمَدّ أَنْوَاع فجَاء مُتَّصِل ... يَا أَيهَا الانسان هَذَا مُنْفَصِل)