لَيْسَ بِهِ عشثار وَلَا عَلَيْهِ غُبَار كَمَا قيل فِيهِ
(وان أَخذ القرطاس خلت يَمِينه ... تفتق نورا أَو تنظم جوهرا)
وَهُوَ الْآن فى الشَّهْبَاء فَارس ميدانها فضلا وناظر انسانها نبْلًا ثمَّ قَالَ وأذكر لَيْلَة من الليالى خيلت لحسنها لَيْلَة الْقدر رقد عَنْهَا الدَّهْر الى ان انتبه الْفجْر فى منزل حف بامراء النّظم والنثر مِنْهُم بدر ترمقه الْمقل فتجرح مِنْهُ مواقع الْقبل أفرغ فى قالب الْجمال وَلم يُوصف بِغَيْر الْكَمَال وَاتفقَ انه بدد نَارا هُنَالك بِغَيْر اخْتِيَاره فَقَالَ الصادقى
(ضمنا مجْلِس لتاج الموالى ... عَالم الْعَصْر بكر هَذَا الزَّمَان)
(غرَّة الدَّهْر أَحْمد ذُو الايادى ... وَابْن خير الانام من عدنان)
(بفريد الحسان خلقا وخلقا ... عِنْد ليب الاخوان نور الْمَكَان)
(فانثنى كالقضيب تفيده نفسى ... عابثا بالسياط والمجان)
(فَأصَاب الكانون سَوط فطار الْجَمْر من وقعه على الاخوان ... )
(فسألنا مَاذَا فَقَالَ نثار الْحبّ جمر لَا بدرة من جمان ... )
(واعتراه الحيا فأخمدها من ... غير بؤس بساعد وبنون)
(ففرقنا عَلَيْهِ مِنْهَا فَنَادَى ... وَكَذَا النُّور مخمد النيرَان)
وَقَالَ فِيهِ أَيْضا
(لاموا الذى حَاز لطفا ... وبهجة وجلاله)
(اذا بدد النَّار عمدا ... لَيْلًا وَأبْدى الخجاله)
(وصاغ فى الْبسط شهبا ... اذ كَانَ بَدْرًا بهاله)
(وكفل الطفى يمناه ... تَارَة وشما لَهُ)
(كَذَلِك الشَّمْس تدنى ... لكل نجم زَوَاله)
(فَقلت لَا تعذلوه ... دَعوه يُوضح حَاله)
(بانه بدرتم ... حينا وحينا غزاله)
وَقَالَ
(انشدت من أَهْوى وَقد أَخذ الْهوى ... تمجامعى واستحوذ استحواذا)
(كبدى سلبت صَحِيحَة فَامْنُنْ على ... رمقى بهَا ممنونة أفلاذا)
(فَأَشَارَ للكانون فانثالت على الْجلاس جمرا وابلا ورذاذا ... )
(وبدا يكفكفه حَيا وَيَقُول لى ... من كَانَ ذَا لب أيطلب هَذَا)