فَقَالَ السَّيِّد أَحْمد النَّقِيب
(قد قلت اذا عثر الذى ألحاظه ... فعلت بِنَا فَغَلَّ الشُّمُول مشعشعه)
(فى مجْلِس بالنَّار فانتشرت على ... بسطى فكاله الحايء وبرقعه)
(واكب يرفع غيها بأكفه ... مستعظما ذَاك الصَّنِيع وموقعه)
(جمرات حبك لَو علمت بِفِعْلِهَا ... فى الْقلب مَا استعظمت حرق الامتعه)
وَقَالَ فِيهِ أَيْضا
(لَا تحسب النَّار الَّتِى مَا بَيْننَا ... نثرت من الكانون كَانَ شتاتها)
(بل انما ذَاك الذى ألحاظه ... سلبت عقول أولى النهى فتراتها)
(لما رأى عشاقه تخفى الْهوى ... ولهيب نَار رابه زفراتها)
(وَأَرَادَ يفضحها أَشَارَ بكفه ... لقلوبها فتناثرت جمراتها)
وَقَالَ فِيهِ أَيْضا الشَّيْخ عبد الْقَادِر الحموى
(ان الذى أخجل شمس الضُّحَى ... فى منزل الْمولى الرفيع الْعِمَاد)
(بدد نَارا كَانَ لللاصطلا ... فانبث كالياقوت بَين الاياد)
(فانصاغ يزوى الْجَمْر فى أنمل ... كالخزان حاولت مِنْهَا انْعِقَاد)
(وَقَالَ اذ رامت بتأجيجها ... تحكى سنا خدى ومنك الْفُؤَاد)
(نثرتها عمدا على بسط من ... أروى نداه كل غاد وصاد)
وولاه بعض قُضَاة حلب نِيَابَة محكمَة السَّيِّد خَان بهَا فَكتب اليه
(أَصبَحت مَعَ الشَّمْس ببرج الْمِيزَان ... اذ أنزلنى الْهمام بالسيد خَان)
(لَكِن وعلاك كل من نَاب يخن ... وَالْعَبْد يعاف كلمة السَّيِّد خَان)
يس بن زين الدّين بن أَبى بكر بن مُحَمَّد بن الشَّيْخ عليم الحمصى الشافعى الشهير بالعليمى نزيل مصر الامام البليغ شيخ الْعَرَبيَّة وقدوة أَرْبَاب الْمعَانى وَالْبَيَان الْمشَار اليه بالبنان فى محفل التِّبْيَان مولده بحمص ورحل مَعَ وَالِده الى مصر وَنَشَأ بهَا وَقَرَأَ فى أَوَائِله على الشَّيْخ مَنْصُور السطوحى ثمَّ على الشهَاب الغنيمى ولازمه فى الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة وَأخذ الْفِقْه عَن الشَّمْس الشوبرى وَكَانَ ذكيا حسن الْفَهم وبرع فى الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة وشارك فى الاصول وَالْفِقْه وتصدر فى الازهر لاقراء الْعُلُوم ولازمه أَعْيَان أفاضل عصره وحظى كثيرا وشاع ذكره وَبعد صيته وَكَانَ مطبوعا على الْحلم والتواضع وَله مَال جزيل وانعام كثير على طلبة الْعلم وَكلمَة مسموعة وَألف كتبا