(قد روحتها الْجنُوب آونة ... وصافتحتها الْعَوَارِض السحم)
(فَبَاتَ طل الْغَمَام يزعجها ... بوقعه تَارَة ويحتشم)
(تصقلها رَاحَة النسيم ضحى ... وتنتديها تَحت الدجى الديم)
(أبرد من ظلمها على كبدى ... اذا تدانى منا فَم وفم)
(وَمَا رياض بالحزن باكرها ... نوء السماكين وَهُوَ منسجم)
(فاعتم بِالنورِ جوها فغدت ... جنَّة لَهو من دونهَا ارْمِ)
(قد توج الرفد هام ربوتها ... ومنطقت خصر دوحها الحزم)
(ترنوا لى الْورْد عين نرجسها ... شزرا وثغر الاقاح يبتسم)
(تغص مِمَّا ضَاعَ العبير بهَا ... اذا تمشى نسيمها الفغم)
(ألطف من خلق من غَدا وعَلى ... منهل فتواه الْخلق تزدحم)
وَقَالَ متغزلا فى وادى التل من ضواحى دمشق
(أَقَمْنَا بوادى التل نستجلب البسطا ... بِحَيْثُ دنا منا السرُور وَمَا شطا)
(وَجِئْنَا لروض فتقت نسماته ... رَوَائِح يبْعَثْنَ الالوة والقسطا)
(وَقد ضربت افنان اغصانه لنا ... ستائر اذ مدت خمائله بسطا)
(يُبَارى بِهِ الْوَرق الهزار كراهب ... يحاكى بعبرانى أَلْفَاظه القبطا)
(ويعطف مَا بَين الغصون نسيمه ... كَمَا اجْتمع الالفان من بعد مَا شطا)
(ويملى أَحَادِيث الغرام الحوضه ... فيرويه لَكِن رُبمَا نسيت شرطا)
(جلسنا على الرخبراض فِيهِ هنيئة ... وَقد نظمت كالدر حصباؤه سمطا)
(بِهِ من لجين المَاء ينساب جدول ... تجعده أيدى النسيم اذا انحطا)
(حكى مُسْتَقِيم الْخط عِنْد انسيابه ... فنقط مِنْهُ الجو زهر الربى نقطا)
(سقى الله دهرا مر فى ظله لقد ... أصَاب بِمَا أولى وان طالما أخطا)
(وحيى على رغم النَّوَى كل لَيْلَة ... تقضت بِهِ لَا بالغوير وذى الارطا)
(ليالى لاريحانة اللَّهْو صوحت ... وَلَا وجدت فى أرْضهَا الجدب والقحطا)
(صَحِبت بِهِ مثل الْكَوَاكِب فتية ... احاديثهم فى مسمعى لم تزل قرطا)
(يفضون مختوم الصبابة والهوى ... ويروعن حب الْقلب لَا البان والخمطا)
(اذا نثروا من جَوْهَر اللَّفْظ لؤلؤا ... أود وَلَو بِالسَّمْعِ ألقطه لقطا)
(يديرون من كاس الحَدِيث سلافة ... وربتما تحكى الاحاديث اسفنطا)